القهوه العربية وطرق إستخدامها
القهوة العربية يشتهر بها أهل الجزيرة العربية والخليج والعراق وبلاد الشام. وتُعتبَر القهوة العربية رمزًا من رموز الكرم عند العرب منذ زمن طويل، وبالرغم من قدم القهوة العربية إلا أنها لازالت تمثل الاصالة والكرم العربي وأيضا المذاق المميز، فمتذوقي القهوة العربية لا يرضيهم مذاق أي قهوة أخرى ما لم تعد بالمكونات والطريقة التقليدية المعروفة، وللقهوة العربية بروتوكولات خاصّة بها وأوانٍ خاصة عند العرب ، وهناك آداب توارث عليها أبناء شبه الجزيرة العربية كافة في شرب القهوة .
وتقدم القهوة العربية للضيوف في إناء خاص بها تُسمّى الدلّة (وجمعها دِلال) تصنع عادة من النحاس الأصفر او الأحمر . ومن اشهر أنواع الدلال : البغدادية , الحساويه , القريشية , دلة رسلان , والحجازية والعمانية وغيرها . ويمكن التعرف على نوع الدلة وأصالتها من شكلها الخارجي ومن الختم الذي عاده ما يكون محفور عليها ويحمل اسم صانعها او عن طريق أشكال العلامات والزخارف في تصميمها .
ومن آداب تقديم القهوة للضيف أن يقوم من يصب القهوة أو “القهوجي” بمسك الدلة بيده اليسرى وتقديم الفنجان للضيف بيده اليمنى وأن لايكون الفنجان ملئ بالكامل , وكذلك على الضيف عندما يشرب فنجانه أن يمده للقهوجي بيده اليمنى .
والقهوة العربية في نجد ووسط الجزيرة العربية لايضاف اليها السكر وعوضا عن ذلك يقدم معها التمر “القدُوع” , وتعتبر خفيفة أي أنها تكون نصف حمس أو”تحميص” لذا يميل لونها الى البني الخفيف , بعكس القهوة بالشمال من جزيرة العرب والعراق والشام تكون محموسة بالكامل ويكون لونها أسود . وكانت القهوة قديما تحمص بواسطة “المحماس”
المحماس , أداة قديمة, مصنوعة من الحديد كانت تستخدم في الماضي لتحميص القهوة العربية بتقليبها على النار , وتتكون من قطعتين “المحماسة” لوضعها على النار ووضع القهوة بها و “يد المحماس” عبارة عن مقبض يدوي لتقليب القهوة لتحميصها . وحمس البن يعتبر شئ مهم من مراحل أعداد القهوة العربية . والآن وبعد دخول الآلات الحديثة مثل المحمصة الكهربائية ومحلات المحامص التجارية تكاد تكون المحماسة التقليدية القديمة قد أندثرت
كما يضاف بعض حبات الهيل الى القهوة العربية بعد أن يكسر “يدق” بالنجر
النجر, ويسمى في بعض البلاد العربية بالمهباش أو الهاون , يصنع من النحاس الأصفر “brass” من سبيكة النحاس والزنك , ولونه ذهبي لامع ويتكون من قطعتين ,النجر على شكل مخروطي وله قاعدة قوية كي تتحمل الطرق والطحن واليد “يد النجر” عبارة عن قضيب ثقيل الوزن مصنوع من نفس مادة النحاس , ويصنع النجر بأحجام مختلفه والحجم الكبير لايتعدى ( أرتفاعه 20سم وقطره14سم ) يستخدم النجر في تكسير أو طحن القهوة والهيل لإعداد القهوة العربية , حيث يوضع قليل من حبات القهوة أو الهيل بالنجر ويضرب باليد حتى يتكسر الى أجزاء صغيرة , ويصدر النجر أصوات مختلفة جميله عندما تدق فيه القهوة وحسب طريقة من يستخدمه . وكان في الغالب يعتبر إيقاد النار وصوت النجر إشارة للترحاب بالضيوف والزوار .. وفي الوقت الحاضر وبعد انتشار المبتكرات الحديث مثل الطاحونه الكهربائية وغيرها , يكاد يكون النجر قد أندثر إلا ماندر نكاد نراه في مواقع الحفاظ على التراث أو كأحد قطع التحف لتزيين المنزل .
فيديو على اليوتيوب , القهوه العربية وطرق إستخدامها .. من حلقات قصص (الراوي والمؤرخ محمد بن علي الشرهان)
دلة رسلان , من أشهر النواع الدلال والأغلى ثمنًا , يعود اسمها الى أسم أو من صانعها وهو “رسلان” حيث كان يكتب اسمه عليها بعد صناعتها . وتتميز دلة رسلان بجودة القهوة التي تعمل بها , وكذلك لجمال شكلها . ✨
القهوة العربية رمز الكرم والضيافة ..
يذكر أن القهوة انتقلت من اليمن إلى أنحاء الجزيرة العربية وفي القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى تركيا ومن هناك أخذت طريقها إلى فينيسيا في عام 1645م. ثم نقلت القهوة إلى إنجلترا في عام 1650م.