إعلان

مبسم هيا – برقن تلا لا

أمير الشعر الغزلي محسن الهزاني في القصائد النبطية وهو من اسرة الهزازنة , وقد سكنوا نعام والحريق من قرى نجد وكان وسيما وحلو اللسان ( ولد عام 1130هـ في الحريق، وتوفي عام 1210هـ. ) ومن أشهر قصائده التي يرددها الكثير من محبي شعر الغزل حتى يومنا هذا هي قصة وقصيدة : ” هيا والروشن ”
يروى أنه كان لأحد الرجال من أهل بلدة الحريق جنوب نجد وهي بلدة الشاعر المشهور محسن لهزاني بنت اسمها ” هيا ” وكان جمالها وحسنها يبهر الجميع . ومن حرص والدها وخوفه عليها اسكنها في ” الروشن ” والروشن كما سبق وكتبنا عنه تعريف بهذا القسم ,,, هو المكان الذي أعتقد والدها أنه الأكثر أمنا لها حيث أنه لا يدخله أحد إلا بالمناسبات الخاصة . ( وهناك روايات أخرى تقول أنه خبئها بمغارة) وكان اكبر خوف والدها عليها من أن ترى الشاعر محسن أو يراها فيقعا في الغرام حيث اشتهر هو أيضا بوسامة وشجاعة نادرتين وشهرة واسعة بين النساء في حينه.
وعين أبوها لها خادمة ومشاطه خاصة , تزورها على فترات للعناية بها وتمشيط شعرها وغيره من احتياجاتها الخاصة . فعلم محسن بجمالها وعرف مكانها فقرر إن يصعد إليها في الروشن العالي الذي كان الأكثر أمنا و يصعب الوصول اليه وقام يراقب البيت لكي يجد طريقا للروشن الذي تقيم فيه هيا. وجد محسن أن للروشن منفذ صغير يدخل منه الماء عن طريق ساقية القصر من بئر قريبه , فلم يجد طريقه غير النزول الى البئر وصار يتعلق بحبال الغروب”وهي حاويات الماء التي تنقل الماء من البئر” والتي تسحبها السواني , حتى دخل إلى القصر وكان له ما أراد وجلس هـناك ثلاث أو اربعة أيام ولم يعلم احد بوجوده . وفي اليوم الثالث أو الرابع ,,, سمع صوت إقدام المشاطه قادمة لكي تمشط شعر هيا. وإثناء تمشيطها ” هيا ” قامت تغني وتردد بعض الأبيات :
أصفر مع اصفر ليت محسن يشوفه .. توّه على حد الغرض ما بعد لمس
وعند سماع محسن ا لهزاني أبيات المشاطه ! طلع وقال:
أربع ليالي مرقدي وسط جوفه .. البارحة واليوم وأمس وقبل أمس
وهرب لأصحابه ، وعند وصوله لهم وكانوا قد افتقدوه لفترة من الزمن حاولوا أن يعرفوا منه أين كان طول هذه المدة؟؟؟ لكنه لم يجيبهم وكان احدهم ذكيا ويعرف عن بعض مغامرات محسن, وكان الجو غائما فبدأ بعض الرعد والبرق فقال صاحبه: هذا البرق يشبه مبسم هيا ؟ فانشد محسن لهزاني قائلا:ٍ

قالوا كذا مبسم هيا قلت لا لا .. بين البروق وبين مبسم هيا فرق
ويا لله بنوٍ مدلهم الخيالا .. طافح ربابة مثل شرد المها الزرق
لا جا على البكرين بنا الحلالا .. ولاعاد لا يفصل رعدها عن البرق
يسقي غروسٍ عقب ماهي همالا .. وحط الحريق ديار الاجواد له طرق
يسقي نعامٍ ثم يملا الهيالا .. ويصبح حمامه ساجعٍ يلعب الورق
جريت انا صوت الهوى باحتمالا .. في وسط بستانٍ سقاه اربعٍ فرق
طبّيت مع فرعٍ جديد الحبالا .. وظهرت مع فرعٍ تناوح به الورق
روشن هيا له فرجتينٍ شمالا .. وبابٍ على القبله وبابٍ على الشرق
مبسم هيا له بالظلام اشتعالا .. بين البروق وبين مبسم هيا فرق
برقٍ تلالا بأمر عز الجلالا .. واثره جبين صويحبي واحسبه برق
يا شبه صفرا طار عنها الجلالا .. طويلة السمحوق تنزح عن الدرق
له ريق .. احلى من حليب الجزالا .. واحلى من السكر الى جاء من الشرق
حنيت انا حنة هزيل الجمالا .. ينقض ردي الخيل .. قد حسة الفرق
ويا قلتةٍ في عاليات الجبالا .. ماها قراح مير من دونها غرق
ماعاد للصبيان فيها احتمالا .. من كود مرقاها يديهم غدن طرق
قالوا تتوب من الهوى قلت لا لا .. الا ان تتوب ارماح علوى عن الزرق
قالوا تتوب من الهوى .. قلت لا لا .. الا ان يتوبون الحناشل عن السرق
قالوا تتوب من الهوى قلت لا لا .. الا ان تتوب الشمس عن مطلع الشرق

أستماع القصييدة بصوت الفنان / راشد الماجد


Loading

إعلان

تعليق واحد

  • ياليت الزمن يرجع ورا ولا الليالي تدور
    ويرجع وقتنا الاول وننعم في بساطتنا