هجرة الطيور

هجرة الطيور (Bird migration) إن صفات الطيور المتميزة عن غيرها من الحيوانات هي خفة وزنها ومتانة هيكلها العظمي وهي صفات متناهية في الدقة ومتباينة في الصفات المناسبة كل حسب طبيعة ظروف معيشة طائر محدد وطبيعة حياته ، جعلت لأنواع كثيرة منها القدرة على الهجرة كي تتمكن من الحياة ومزاولة نشاطاتها الحيوية خلال الأشهر التي تكون فيها الظروف البيئية غير مناسبة لها . أو الحاجة إلى الغذاء والدفء، فالطيور تتغذى غالبا على الحشرات أو الحبوب والبذور التي تقل في المناطق شديدة البرودة فتلجأ إلى البحث عنها في مناطق يتوفر فيها الدفء والحشرات والغذاء . ويصف العلماء المتخصصون هجرة الطيور بالسلوك الغريزي الذي تقوم به ثلث أنواع الطيور في العالم بانتقالها من مناطق سكنها الأصلي إلى مكان آخر, ويكون انتقالها إما على هيئة أسراب أو منفردة، وقد يستغرب بعضهم أن منها ما يطير (ليلا) مهتديا بالنجوم والرياح. وثمة عدة نظريات قديمة وحديثة تفسر ظاهرة الهجرة المُحيرَة للعلماء، غير أن الثابت أن الطيور تهاجر مدفوعة لواحد أو أكثر من الأسباب .
وهجرة الطيور هي معجزة طبيعية . فالطيور المهاجرة تطير مئات الآلاف من الكيلومترات للعثور على أفضل الظروف البيئية والموائل لإطعام وتربية صغارها. وعندما تصبح الظروف في مواقع التكاثر غير مواتية ، فقد حان الوقت للسفر إلى المناطق التي تكون فيها الظروف أفضل . وهناك العديد من أنماط الهجرة المختلفة . وتهاجر غالبية الطيور من مناطق التكاثر الشمالية إلى مناطق فصل الشتاء الجنوبية . ومع ذلك ، تولد بعض الطيور في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا وتهاجر إلى مناطق الشتاء الشتوية ، أو تهاجر أفقيا، للاستمتاع بالمناخ الساحلي الأكثر اعتدالا في فصل الشتاء. وتعيش الطيور الأخرى على الأراضي المنخفضة خلال أشهر الشتاء وترتفع إلى أعلى الجبل في فصل الصيف . الطيور المهاجرة لديها وظائف الأعضاء المثالي للطيران بسرعة وعبر مسافات طويلة حسب الـ “مورفولوجيا” . في كثير من الأحيان ، رحلتها هي واحدة مرهقة ، حيث تذهب إلى حدودها . والعقدة الحمراء لديها واحدة من أطول طرق الهجرة الإجمالية من أي طائر آخر ، وقد يصل السفرإلى 16،000 كيلومتر مرتين في السنة. وهي تتكاثر في سيبيريا وأوفيروينترس على الساحل الغربي لأفريقيا، وبعضها حتى يذهب إلى غيض من جنوب أفريقيا. ومن المدهش حقا أنه كيف يمكن للطيور المهاجرة التنقل بكل هذه الدقة . بالضبط كيف للطيور المهاجرة أن تجد خطوط الطيران الخاصة بها وهي ليست مفهومة تماما . وقد تبين أنها قادرة على التوجيه عن طريق الشمس خلال النهار ، ومن قبل النجوم في الليل ، وعن طريق المجال المغنطيسي الأرضي في أي وقت . ويمكن لبعض الأنواع حتى الكشف عن الضوء المستقطب ، والذي قد يستخدمه العديد من الطيور المهاجرة للملاحة في الليل . والطيور المهاجرة تحتاج الحماية , فالهجرة هي رحلة محفوفة بالمخاطر وتنطوي على مجموعة واسعة من التهديدات ، التي غالبا ما تسببها الأنشطة البشرية . وأسباب أخرى متنوعة مثل الناس وعاداتهم في مختلف البلدان ، هناك الكثير من التهديدات التي تواجهها الطيور نظرا لأن الطيور المهاجرة تعتمد على مجموعة من المواقع على امتداد منطقة التوزيع ، فإن فقدان مواقع فصل الشتاء وإيقافها يمكن أن يكون له تأثير كبير على فرص بقاء الطيور. والتحليق مسافات طويلة ينطوي على عبور العديد من الحدود بين البلدان مع اختلاف السياسات البيئية والتشريعات وتدابير الحفظ . ومن الجلي أن التعاون الدولي بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين مطلوب على طول خط الطيران بأكمله من أجل تقاسم المعارف وتنسيق جهود الحفظ . ويتم توفير الإطار القانوني وأدوات التنسيق اللازمة لهذا التعاون من خلال اتفاقات بيئية متعددة الأطراف مثل اتفاقية الأنواع المهاجرة (CMS) و ( AEWA) . ولليوم العالمي للطيور المهاجرة انتشارا عالميا ، وهو أداة فعالة للمساعدة على زيادة الوعي العالمي بالتهديدات التي تواجهها الطيور المهاجرة وأهميتها الإيكولوجية والحاجة إلى التعاون الدولي من أجل الحفاظ عليها.

المراجع :
worldmigratorybirdday
allaboutbirds

فيلم وثائقي عن هجرة الطيور