إعلان

أبو فراس الحمداني

أبو فراس الحمداني , هو الحارث بن سعيد بن حمدان (932 – 968م). كنيته “أبو فراس”. من قبيلة الحمدانيين التي حكمت شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتهم حلب في القرن العاشر للميلاد. ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره , حيث كانت المواجهات والحروب كثيرة بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس , واستقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب . درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم . وقع مرتين في أسر الروم . وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله. كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة 966م. تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه. توفي أبي فراس سنة 357 هـ 968م.

ومن أشهر القصائد في ديوان أبي فراس الحمداني :
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ .. أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة .. ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى .. وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي .. إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ .. إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ !
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا .. و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ .. لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً .. هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي .. لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني .. أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ .. وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
يقولونَ لي : ” بعتَ السلامة َ بالردى ” .. فَقُلْتُ : أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
وهلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً .. إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ ؟

وقصيدة :
أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ.. أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ‍! ما ذُقتِ طارقة َ.. النوى ،وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ .. على غُصُنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا ‍! .. تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً.. تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ.. ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً.. وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:
مصابي جليل والعزاء جميلُ .. وظني بأنّ الله سوف يديلُ
جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ .. أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

من الأبيات الخالدة لأبي فراس الحمداني – الشيخ صالح المغامسي


Loading

إعلان