إعلان

إبن العوام الأشبيلي

تاريخ الزراعة

إبن العوام الأشبيلي ( هو يحيى بن محمد بن أحمد ، أبو زكريا ولقبه ابن العوام الإشبيلي ) عالم أندلسي في الزراعة والنبات ، أصله من إشبيلية ، عاش في القرن السادس الهجري ببلاد الأندلس . وكان قد أخذ على علماء وشيوخ عصره جميع العلوم المختلفة التي كانت منتشرة . اشتهر بعلم النبات وعلم الحيوان والفلك والطب وبتأليف كتاب الفلاحة . كان عالمًا أندلسيًا عربيًا ازدهر في إشبيلية في جنوب إسبانيا في أواخر القرن الثاني عشر . كتب دليلاً مطولاً في الزراعة يعد أحد أهم أعمال العصور الوسطى في هذا المجال . ينتمي ابن العوام إلى أسرة امتلكت ضاحية زراعية كبيرة مترامية الأطراف بالقرب من جبل الشرف ، الأمر الذي أتاح له العمل بيديه في الأرض الزراعية ، وانكب بعد تحصيله مبادئ القراءة والحساب وعلوم الدين الأساسية على مطالعة كتب يونيوس وديسقوريدس وقسطوس وأرسطو ، وابن وحشية والطنغري ، والملاحظ هنا أن الأندلس تفوقت على المشرق في عدد العلماء المهتمين بعلوم الفلاحة ” الزراعة ” ، ففي زمن ابن العوام كانت هناك كتب:الفلاحة لابن بصال الطليطلي ، وكتاب “مجموع في الفلاحة” لابن مهند اللخمي، وكتاب “المقنع في الفلاحة” لابن الحجاج الإشبيلي ، وكتاب “زهرة البستان ونزهة الأذهان” لمحمد بن مالك الطنغري الغرناطي ، هذا فضلاً عن مؤلفات عديدة في النباتات والأغذية والحدائق ونباتات الزينة وطرائق الري، الأمر الذي يؤشر إلى ازدهار كبير شهده علم الزراعة في ربوع الأندلس حتى في عهد ملوك الطوائف .
ويعتبر ابن العوام أعظم علماء عصره ؛ فهو مؤسس علم الفلاحة والزراعة والبيطرة ، وأول من وضع موسوعة في النباتات ومكافحة الآفات ، وأول من ابتكر ما يعرف الآن بـالتقويم الزراعي ، وطريقة الري بالتنقيط التي انتشرت في العصر الحديث ، وأول من تكلم عن أن “ النباتات كواشف للبيئة ” أو ما يُعرف هكذا في العلم الحديث ، ووضع أسس فـن وعلم “تركيب النباتات” أو فن تطعيم النباتات ، وكذلك هو واضع اللبنات الأولى لانتقـــاء الصفات الوراثية عن طريق التهجين بين أنواع النباتات وبعضها البعض والعديد من التطبيقات الزراعية الحديثة .
وقسم ابن العوام كتابه إلى سفرين في خمسة وثلاثين باباً ، 16 باباً منها عن الأرض والزراعة والفلاحة والمياه والبساتين والأشجار والتقويم الزراعي وتأثير العوامل البيئية في الزراعة ، و 19 باباً عن أهمية الشمس للأرض وعلم المحاصيل الحقلية ووقاية المزروعات وعن الحيوانات والطيور من البقر والضأن والماعز و الخيل ..الخ ، وبلغ عدد النباتات التي كتب عنها 585 نبتة ، طبية كانت أو غذائية ، للزينة أو لصد الرياح والرمال ، وقدم عن كل نبتة شرحا تناول فيه اختيار الأرض ونوع النبات وطريقة الغرس ، وموعده وطريقة السقي ، والرعاية للنبات وعلاج كل ما يعرض للأرض والنبات من أمراض وآفات . يعد ابن العوام قدوة لكبار العلماء الذين ذاع صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها ، وفي ذلك يقول المستشرق الفرنسي لوسيان لوكلير L. Leclerc: ” ابن العوام كان عملاقاً في حقل الفلاحة، فقد قدم للإنسانية من المعارف التطبيقية ما تحتاج إليه ” . وتوفي ابن العوام الإشبيلي نحو سنة 580هـ .

المراجع :
arab-ency.com
books.google.com
alkhaleej.ae

Loading

إعلان