سيكورسكي مخترع الجناح الدوار

إيغور سيكورسكي

أيجور سيكورسكي (Igor Sikorsky) مخترع الجناح الدوار (Hélicoptère) الطائرة المروحية. مهندس ومخترع روسي المولد أمريكي الجنسية, من مواليد عام 1889م. في مدينة كييف إبان الإمبراطورية الروسية . وكان والده استاذا في علم النفس وصاحب مؤلفات كثيرة , اتجه أيغور سيكورسكي الى العلم في سن مبكرة وكان والده يصحبه في جولاته أيام العطلات وبحدثه عن الكهرباء والفلك والفيزياء . ونظرا لضعف بنيته في صباه ترك الألعاب الخشنة واتجه الى الإختراع في عدة بطاريات ومحركا كهربائيا صغيرا ودراجة ذات محرك يدور بالبخار , ثم عثر على ملزمة متطرفة بها تعليمات عن كيفية بناء فتيلة من مواد يمكن شراؤها من بائعي التجزئة فقام بعدة تجارب صغيرة بالحديقة . ونشأ اهتمام سيكورسكي بالطيران عندما أرته والدته التي درست الطب وكانت من أشد المعجبين بالفنان “ليوناردو ديفينشي” نموذجا رسمه الفنان لمركبة مقترحة تشبه في أساسها الهيليوكبتر الحديثة . فحلم أنه يطير في سفينة سماوية كالقصر المنيف , وأصبح يتحدث عن الطيران مع كل من يرغب بالإستماع اليه , وأخذ يستطلع رأي العلماء الكثيرين الذين كانوا يفدون الى منزل أبيه . فأخبروه أن الطيران الآدمي أمر مستحيل طبقا للمراجع الموثوق بها , فحتى الطبيعة لم تستطع أن تحمل طائرا وزنه أكثر من ثلاثين رطلا يحلق في الهواء . واعتبر سيكورسكي آرائهم تحديا شخصيا فأخذ يعمل في غرفته ليصنع مركبة غريبة على أمل أن ترتفع مباشرة عن الأرض بواسطة مروحة في أعلاها . فضل يشكل مراوحه بقشد قطع من الخشب ويستخدم شريطا ملتويا من المطاط ليزوده بالقوة لمحركه , فأنتج عدة نماذج ولكنها لم تستطع الطيران , وأخيرا صنع سفينة تخبطت في الهواء ثم أصطدمت بسقف الحجرة . كان عمل الصبي مرضيا أثناء دراسته , ولكنه لم يكن في يوم ما من نجوم الطلبة . فقد كان يكره أن يقضي وقته في دراسات لاتتفق مع ميوله . وعندما التحق بالأكاديمية البحرية في “بتروجراد” وهو في الرابعة عشرة من عمره , أعجب بالخدمة العملية على السفن ولكنه قرر أن يكون مهندسا فاستقال بعد ثلاث سنوات .
درس سيكورسكي بالكلية البحرية التابعة للجيش الروسي في سانت بطرسبرغ من عام 1903 حتى 1909م. يعد واحد من رواد صناعة الطيران , وهو من صمم وطار بأول طائرة متعددة المحركات ، وطور أول طائرة مائية عابرة المحيط تابعة لشركة بان أم بالثلاثينات من القرن الماضي وطور أيضا أول مروحية أمريكية. وجاء أول نجاح له مع الطائرة الروسية الأمريكية (S-2) وحصل على أعلى جائزة في معرض موسكو للطيران عام 1912م. بعد الحرب العالمية الأولى أصبح ايجور سيكورسكي لفترة وجيزة مهندسا للقوات الفرنسية في روسيا خلال الحرب الأهلية الروسية. وفرض رؤية ضئيلة لنفسه أن يكون مصمم الطائرات في الحرب في أوروبا، وخاصة روسيا في وقت لاحق . وبعد الهجرة إلى الولايات المتحدة في عام 1919م. عمل سيكورسكي مدرسا ومحاضرا، في حين بحث عن فرص للعمل في صناعة الطيران. وفي عام 1932م. انضم إلى هيئة التدريس في جامعة رود ايلاند لتشكيل برنامج هندسة الطيران وبقي مع الجامعة حتى عام 1948م. وكان قد أسس شركة سيكورسكي للطائرات في عام 1923م. كما قام بتطوير أول طائرة تحلق في المحيطات وفي المحيط الهندي في الثلاثينيات من القرن الماضي . في عام 1939م. صمم سيكورسكي أول طائرة هليكوبتر أمريكية قابلة للحياة ، والتي كانت رائدة في تكوين جهاز الدوار المستخدمة من قبل معظم طائرات الهليكوبتر اليوم . وقام سيكورسكي بإنشاء شركة Sikorsky Aero Engineering Company و كانت الشركة العملاقة المنتجة للعديد من الطائرات البحرية و التي قامت باستخدامها شركة بان آم للطيران ، و كان سيكورسكي يجني الكثير من النجاح في انتاج الطائرات و خاصة الطائرة المروحية … Vought-Sikorsky VS-300 و كانت الطائرة مزودة بثلاث شفرات دوراة و ثلاث بالذيل و قوة المحرك 75 حصان ، 65 وات و كان اول طيران لها في عام 1940م. توفي سيكورسكي بمنزله في ايستون بولاية كونيتيكت في 26 تشرين الأول 1972م.

الهيليوكوبتر (Hélicoptère) كلمة مستقاة من كلمتين يونانيتين هما ( هليكس ) ومعناها حلزوني و(بتزون) ومعاها جناح . وتنطق الكلمة بتشديد المقطع الأخير منها لا الأول . وقد قدر لإجهزتها الإنقاذية التي كانت جديدة وقت ذاك أن تعمل على إنقاذ آلاف الأشخاص من السفن الغارقة ومن المجاهل القطبية في المنازل التي أغرقتها مياه الفيضانات . وعرفت إبان الحرب الكورية بأسم “شجرة النخيل الساخطة” , وكانت ملاك الرحمة لرجال الطيران الذين كانوا يسقطون الى الأرض , فكانت تشق طريقها عبر الأراضي الوعرة غير الممهدة وتنزل لتحط على قمم التلال وسائر المناطق التي لاتستطيع أنواع الطائرات الأخرى أن تنزل اليها , كما جرى استخدامها في رش المحصولات الزراعية والمرور الدوري على خطوط الأنابيب وقطعان الماشية . وتوصيل الخدمات الى الفنارات والتقاط الصور ومراقبة المرور , وحمل البضائع ونقل الأشخاص الى المطارات , ومطاردة الحيوانات البرية هذا وكانت تزداد منافع تلك المركبة الكئيبة الشكل عاما بعد عام . ولقد أصبحت للخفة والرقة لأجنحتها منظرا مألوفا في جميع أنحاء العالم .

المراجع :
مؤلفات , هارلاند مانشستر

Loading