بلاكستون – مكنة الديزل الزراعية

بلاكستون

بلاكستون (Blackstone) مكنة الديزل الزراعية الشهيرة في زمنها بداية الخمسينيات الميلادية من القرن العشرين , وبعد أن كان المزارعين في أجزاء من مناطق المملكة العربية السعودية يعتمدون على أسلوب السواني البدائية التي كانت تستخدم الدواب لإستخراج المياه من الآبار . أظهرت التكنولوجيا الصناعية ماكنات استخراج المياه والتي كانت تشتغل بالديزل مثل : مكنة رستم , وليستر”Lister” والبلاكستون وغيرها متعددة الأنواع . إلا أن مكنة البلاكستون كانت هي الأكثر شهرة وانتشار على نطاق واسع في ذلك الزمن وأعتبرت من ضمن الأدوات الزراعية المهمة لدى المزارعين لسقي الزرع والنخيل . بسبب جودتها وسهولة صيانتها بالإضافة الى قلة استهلاكها للديزل . وكان يوجد منها نوعين الحجم الكبير 26 حصان والصغير 16 حصان .
ومكنة بلاكستون كانت تصنعها شركة (Blackstone & Co) ستامفورد، المملكة المتحدة لكن المكائن كانت تستورد من فرع الشركة بالهند . وهي مكنة تعمل بوقود الديزل ولها حذفتين . تقوم المكنة بتدوير مضخة الماء المركية على البئر أو البئر الإرتوازي عن طريق سير طويل , والمضخة بدورها تسحب المياه وتدفعها عبر المواسير الى البركه للتخزين ومن ثم توزيعه لأجزاء المزرعة للسقي . وكان تشغيل تلك المكينة يتم يدويا حيث تدار بالهندل “مقبض يدوي” ومع زيادة حركة التدوير يفلت البلف الخاص فتشتغل المكينة .
ولقد استفاد المزارعين من تلك المكائن في وقتها واستراحوا من عناء العمل على استخراج الماء بالسواني , حيث أزالت ذلك الشقاء والمجهود الطويل في سقي الزرع والمعاناة والتعب . وكان “الرواس” العامل الذي يقوم على تشغيل المكينة وسقي الزرع والنخيل يقوم بتركيب علبة أو قارورة زجاجية فارغة معاكسة لفوهة عادم “شكمان” مكينة بلاكستون لكي يرتفع صوت المكينة بشكل مميز ويسمعه من مسافات بعيدة وذلك لمعرفة لو حصل لها خلل فني فبواسطة صوتها يعرف كيف تجري الأمور ؛ وقد بدأت مكنة بلاكستون بالإندثار تدريجيا بنهاية الثمانينيات من القرن الماضي بعد الإنتشار الواسع للغطاسات والمحركات التي تدار بالكهرباء .

مقطع فيديو – مكينة بلاكستون الزراعية


Loading

3 تعليقات

  • محمد بن سعيد

    كم وزنها تقريبا

  • أيام الطيبين

    لا يمكن ؛ أن أنسى صورة مزرعة النخيل مع إشراقه الصباح بنسيم المزروعات ورائحة الندى بين بيوت الطين وحركة وزقزقة عصافير الدور بين النخيل والأشجار , وبالذات عند سماع صوت أذان الديك وصوت نغمات قوطي شكمان مكينة البلاكستون . وبتلك الفترة كنا نسمع أغنية يرددها البعض تقول كلماتها : 🙂
    سلموا لي على اللي سم حالي فراقه … حسبي الله على اللي حال بيني وبينه
    لذكرت الزمان اللي مضى والصداقه … عود القلب يرجف مثل رجف الماكينه
    قايـد الريم تاخذنـــي عليه الشــفا قه … ليتنـــي طول عمري دبلةٍ في يمينــه

  • غير معروف

    رستم .. بلاكستون .. لستر .. يانمر … مسميات أجنبية تعرف عليها أجدادنا قبل عشرات السنين وهي مسميات لمحركات تعمل بالديزل لاستخراج المياه من الأبار الجوفية ,,, حيث تباشر الأجداد المزارعين بتوريدها في ذلك الوقت حيث بتركيبها أزالت درك الشقاء والتعب الذي كان يمر به سكان نجد لأن عملية استخراج الماء في ذلك الوقت كانت بواسطة المواشي وتسمى ب( الصدر )؛؛والصدر مكلف من ناحية الوقت والجهد البدني للمزارعين ؛ طبعاً هذا عند توفر المياه الجوفية . الله المستعان