الهنود الحمر

الهنود الحمر (Native Americans) ويطلق عليهم أيضا الهنود الأمريكان أو السكان الأصليين . وسبب تسميتهم بالهنود الحمر هو اعتقاد كريستوفر كولمبس الخاطئ أنه بعد أن إكتشف “العالم الجديد” أمريكا ظن انه وصل إلى جزر الهند الشرقية . وانتشرت التسمية بين الأسبان المستوطنين الجدد للأمريكتين والإشارة للهنود الحمر تعني ضمنا نوعا من الوحدة العرقية أو الثقافية بين الشعوب الأصلية في الأمريكتين. ويعتقد بان الأمريكيين الأصليين “الهنود الحمر” ينحدرون عموما من سكان شرق آسيا الذين انتقلوا من سيبيريا إلى أمريكا الشمالية عبر مضيق بيرينغ الذي كان جسرا بريا خلال العصر الجليدي حين انخفض مستوى البحر، منذ 18 إلى 26 ألف سنة.. ثم هاجروا عبر آلاف السنين جنوبا عبر كندا وانتشروا في أنحاء أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية . ويعتقد العلماء أيضا بوجه عام ان الصفات الأوروبية الوراثية الواضحة لبعض الامريكيين الأصليين نتجت فقط عن امتزاجهم بالاوروبين بعد القرن الخامس عشر.
ويشار الى الهنود الحمر بأن حياتهم كانت “بدائية” حيث كان الهنود الحمر يعيشون في وئام مع محيطهم ومع الطبيعة وأخذوا كل ما يحتاجونه منها، وفعلوا ذلك دون تدمير الطبيعة . ودرسوا كل شيء من حولهم فتعلموا الأصوات والحركات من الحيوانات واكتسبوا منها مهارات البقاء على قيد الحياة . وعندما يقتلون حيوان فأنهم يستخدموا كل شيء منه ما في وسعهم. وكان كل شيء يستخدمه الهنود بشكل ذكي مثير للدهشة . استخدموا الجلود والصوف لصنع الملابس ومن الجلود أيضا حاويات نقل المياه أو تخزين الأعشاب الطبية وحتى عظام الحيوان استخدموها في أغراض مختلفه . وكان الدواء الوحيد الذي كان الهنود يستخدمونه هو النباتات من حولهم وكان لهم معرفة أولية بالأدوية العشبية. وكانوا راضين مع ما تقدمه لهم الطبيعة.
وواجه الهنود الحمر لسنوات عديدة تحديات كبيرة مع المستعمرين القادمين من أوروبا ، وعلى الرغم من ذلك فأن البعض تعايش وتبادل التجارة معهم واستوعب تقنياتهم . وغير الاستيطان الأوروبي للأمريكتين إلى الأبد حياة وسلالات وثقافات تلك الشعوب . ومن أشهر القبائل الهندية في أمريكا .. قبائل : أوننداجو , وموهاك وشيروكي .
وكثير من أنحاء الأمريكتين ما زالت تسكنها شعوب الهنود الحمر الأصلية فهناك بعض البلدان لديها أعداد لا بأس بها لا سيما بليز ، بوليفيا ، شيلي ، الإكوادور ، غرينلاند ، غواتيمالا والمكسيك . ولا تزال قبائل الهنود الحمر تمارس عاداتها وتقاليدها وتمتهن تربية الأحياء المائية والزراعة والصيد . ولهم لغات عديدة ومختلفة يتحدثون بها في الأمريكتين. ويرجح العلماء ان هناك 6 لغات للهنود الحمر رسمية بالرغم من وجود ما يقارب من ” 364 ” لغة وهي : ناهواتيل ويتحدثها ما يقارب 5 مليون نسمة، الكيتشوا ويتحدثها من 9 الى 14 مليون نسمة ، الغواراني وتتراوح بين 7 الى 12 مليون نسمة، ايمارا بين 2 الى 3 مليون نسمة ، مابوجي 440 الف نسمة ، أما لغة ” المايا “بين 900 الف نسمة الى 1.5 مليون نسمة. وهذا يعني ان اللغات الاكثر تداولا بين الهنود الحمر هي “الناهواتيل والكيتشوا” . والهنود الحمر أمم متنوّعة، ويعيشون اليوم حياة معاصرة، ورغم قلة عددهم والتحديات التي ما زالوا يواجهونها، إلا أنهم يمثلون وضعا فريدا بين المجموعات العرقية في أميركا . وفي الولايات المتحدة يشكل الهنود الأميركيون حوالي 1.7 في المئة من السكان . ويشير الإحصاء الرسمي للسكان لعام 2010م. إلى أن مجموع الأميركيين الذين لديهم نسب إلى السكان الأصليين يبلغ 5.2 مليونا ، ويتمركز الأميركيون الأصليون في ولايات كاليفورنيا وأوكلاهوما وأريزونا ونيويورك ونيومكسيكو وولاية واشنطن ونورث كارولاينا وفلوريدا.