الحمام الزاجل

حمام زاجل

الحمام الزاجل (Homing pigeon) له أنواع متعددة ويستمد أصله من حمام الصخور الجبلي”Columba livia” . طائر لديه القدرة الفطرية للطيران لمسافات طويلة للغاية , والعودة إلى عشه مرة أخرى . وهو يتعود بسهولة لتكرا طيرانه لمسافات طويلة والعودة لمرات عدة الى منزله , لما لديه من غريزة حب لموطنه والعودة إليه مهما بعدت المسافات الشاسعة التي يقطعها , وتتعدى مسافات رحلات طيرانه الى أكثر من (1800كم) . ومتوسط سرعة طيرانه قد تصل الى 100 كيلومتر في الساعة أو أكثر. (في المسافات القصيرة تزداد سرعة الحمام ويقل معدل السرعة كلما طالت المسافة) .
يربى الحمام الزاجل منذ القدم وكان يستخدم لنقل الرسائل من مكان لمكان ومن بلد إلى آخر . حيث كان يربط في قدمه رسالة ثم يطلق فيحملها عائدًا إلى موطنه . وقد عرف واستخدم الحمام الزاجل في وقت مبكر قبل 3000 سنة عند الإغريق , وكان يستخدم لإعلان الفائز في دورة الالعاب الاولمبية .
وتذكر بعض المصادر أن الحمام الزاجل أستخدم كناقل للرسائل في بغداد منذ القرن الثاني عشر الميلادي من قبل إمبراطور المغول
جنكيز خان . كما إعتنى العرب بالحمام الزاجل لنقل رسائلهم البريدية ، وجعلوا لها إدارات تشرف على الحمام في أنحاء الدولة الإسلامية، وكان ذلك بالعهد العباسي في العراق وزمن الفاطميين بمصر . لذا كانت الأهمية الكبرى للحمام الزاجل في ايصال الرسائل وما يؤديه من خدمات جليلة في تاريخ الحروب ونقل أخبارها إلى العواصم والامصار . ولم يقتصر استخدام الحمام في نقل الرسائل فقط وإنما فكر الألمان في وضع كاميرات مراقبة صغيرة في عنق الحمام في سنة 1907م. ولا يُعرف فيما إذا استخدمت هذه التقنية في الحروب اللاحقة أم لا. والولايات المتحدة استخدمت الحمام أيضا في توجيه القنابل . واستخدم الحمام الزاجل على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى والثانية , حيث أن وحدة عسكرية انكليزية خاصة كانت تطلق حمام الزاجل المدرب لنقل الرسائل والأوامر المشفرة خلال الحرب العالمية الثانية.
وللحمام الزاجل هواة ومربين في كافة أنحاء العالم , ينظمون له المسابقات المختلفة التي تصل مسافاتها إلى 1500 كلم احياناً. بهدف تحقيق النتائج وحصد الجوائز المادية والعينية . وهذه الهواية تحتاج إلى مستوى معين من المعرفة والاحتراف والممارسة . وتعتبر الصين من أكبر الدول في تربية الحمام الزاجل في العالم وهناك حوالي 3 ملايين صيني يمارسون هذه الهواية من جملة 7 ملايين صيني مسجل في الاتحاد الدولي لمربي الحمام الزاجل. في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 50,000 ألف متسابق متخصص فقط في السباقات . كما أن رياضة سباق الحمام الزاجل لها اتحاد دولي تأسس عام 1984م. ومقره في بروكسل . ولها أندية وطنية في الدول العربية أبرزها السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات .

Loading

تعليق واحد

  • همس النسيم

    اكتشف علماء ألمان وجود معادن حديدية في مناقير بعض الطيور والتي قد تعمل كمقياس لقوة المجالات المغناطيسية مما يسمح للطيور بتوجيه دقيق في مسارها . وعلى الرغم من إدراك العلماء منذ فترة طويلة لأن الطيور يمكنها إستخدام المجال المغناطيسي لكوكب الأرض لتحديد اتجاهاتها إلا أنهم لم يكتشفوا مصدر هذه القدرة , ولكن أبحاثاً جديدة أجرتها ( جيرتا فلايسنر) وزملائها في جامعة فرانكفورت كشفت وجود مواد تحتوي على الحديد في مناقير الحمام الزاجل ، الأمر الذي يبشر بتسليط ضوء كاشف على هذا الموضوع المعقد . المثير في هذه الدراسة أن فريق العلماء اكتشف أن الأعصاب الطرفية المليئة بالحديد منسقة بطريقة معقدة ثلاثية الأبعاد تتماشى مع القدرة على تحليل المكونات الثلاثة للمجال المغناطيسي لكوكب الأرض ،، ويعتقد العلماء أن الحمام يتعامل مع المجال المغناطيسي الخارجي لكوكب الأرض بطريقة شديدة التحديد والحساسية حتى يتمكن من تحديد المواقع المتجه إليها بدقة .

    المصدر : وكالات ..