التظاهر الأجوف

للتظاهر إلف شكل وشكل , ولكنه يعبر دائما عن نفسه بخسارة تافهة وإعياء للطاقة النفسية , فأي شيء أسخف من أن يرهق المرء نفسه وخياله رجاء أن يستثير إعجاب غيرة أو بغية حمل أيدي الآخرين على التصفيق لكلامه أو سلوكه !!
إن من يعذبه اهتمامه بالكيفية التي يقدره الناس بها , ينتهي أمره أخيرا إلى التضحية بأغراض وأهداف سامية , وخسارة فادحة في الوقت والمال . قد يكون نشدان الاستحسان والإ عجاب من الآخرين إعجابا واعيا عندما يواجه الإنسان من زاوية المقاصد المفيدة والأعمال الخيرة والمآثر العالية التي يقوم بها فرد من الأفراد . عند إذ تكون شهادة الإعجاب أداة تنشيط وتحفيز لتلك الأهداف السامية ووسيلة للمثابرة على الإنتاج و حافز على الاجتهاد , وعندما يظهر فردا من الأفراد عبقريته للنا س إذا كان ذا عبقرية , فيجب أن يحسن ولايسيئ ويخدم غيره , فهو بذلك يظهرها لاحبا بالمديح ولا للإطراء , فليس أكثر كرها لذوي القلوب الكبيرة والناس الكبار بعقولهم من كثرة المديح والتملق !

إذا ماهو التظاهر الأجوف ؟؟
هو التعا لم من غير علم , والتلبس بالفضائل من دون عمل أو تطبيق والتفاخر بالغنى من غير ثروة مادية كانت أم فكرية , واصطناع القوة فوق ضعف مستتر وما رادف ذلك وغيره الكثير . هنالك كثيرون يحسبون أنهم وصلوا قبل أن يبدؤا السير لأنهم وبكل بساطة انتهوا إلى الاعتقاد بما لفقوه وروجوا له ومن ثم صدقوه .وهنالك الكثيرون من الأشخاص الذين يجهدون أنفسهم بنقاشات طويلة ومجادلات عنيفة حول موضوعات خالية من أي فائدة وقد تكون تافهة وبدون نتيجة , فقط ليثبتوا أنهم هم أصحاب العلم والمعرفة وليبرهنوا للآخرين أنهم على حق وغيرهم على باطل !!! وبهكذا سلوك يضلل الإنسان نفسه وهو يضن أنه يخدع غيره .

Loading

2 تعليقات

  • Ugi

    كل ٍ يلبس لباسه , المدعي يعاني من نقص في ذاته
    من ادعى العلم فهو لا يعلم ,وليس بعيب أن يقول المرء لا أعلم لما يجهله
    فلا أدري نصف العلم..
    ومن ادعى الذكاء فهو غبي , فمن كان في خلوته مثله في جلوته
    فهو سليم النفس وبمقدوره تصويب الخطأ وتعزيز قدراته
    والمظهر ينعكس من الجوهر حين المواقف وقيمة المرء ما يحسن بعيداً عن التظاهر

  • لو إستغل ذلك النمط من الشخصية طاقته المبذولة في نشدان الإستحسان
    لتطوير ذاته والرقي بها
    لحصل على النجاح وبالتالي إعجاب الآخرين ….. وشكرا على الطرح الرائع .