آلة الكمان

آلة الكمان (Violins) أحد أهم الآلات الموسيقية الوترية وأشهر آلات الأوركسترا , تعزف بالقوس وقد يكون العزفً منفردًا لأشهر المقطوعات الموسيقية أو قد يكون عزفًا منفردًا لمقطوعة موسيقية لجمهور من المعجبين , أو عزفا لمقطوعات موسيقي لصوت ألأوركسترا تتضمن عددًا كبيرًا من الكمانات تعزف معًا . وهناك عدد من الآلات الموسيقية المشابهة للكمان مثل الكمان الكبير (التشيللو)، والكمان الأوسط، وجميعها من أسرة الكمان. وموسيقى الكمان متشعبة. وقد كتب بعض مؤلّفي الموسيقى مثل يوهان كريستيان باخ موسيقى خاصة بالكمان وحده ، كما كتب آخرون مقطوعات للكمان والبيانو أو بمصاحبة الأوركسترا. وللكمان دور هام كإحدى آلات الأوركسترا أو الرباعية الوترية. و يوصف صوت الكمان بأحن أصوات الآلات الموسيقية. الكمان أرقى وأنبل الآلات الوترية ذات القوس، وهو الأكثر تعبيراً بينها كلها. وقد زاحمت هذه الآلة وأسرتها سائر الآلات الوترية، وأصبحت لها السيادة عليها منذ أكثر من قرنين، ولا تزاحمها في تلك السيادة آلة أخرى غير البيانو. إلا أن هذا الأخير لم يستطع أن يضعف من مركز آلة الكمان أو أن ينال من سيادتها، ذلك أن البيانو والكمان آلتان لا تتضاربان، فلكل منهما خصوصيته.
ظهرت آلة الكمان في شكلها الحالي في أوائل القرن لسادس عشر في شمال إيطاليا ، وآلة الكمان الأوروبية الحديثة آلة مطورة من الآلات الوترية من الشرق الأوسط خلال الإمبراطورية البيزنطية . ويرجح الكثير من المؤرخين أن آلة الكمان هي نسخة مطورة من لربابة العربية”Rebec” والتي عرفت في الشرق الأوسط منذ العصور الوسطى و قبل عصر النهضة بأوروبا . ويقال أنه تزامن إدخال الربابة في القرن العاشر الميلادي إلى أوروبا الغربية مع الفتح العربي لشبه الجزيرة الايبيرية . وكانت الربابة تعتبر أداة رئيسية في الموسيقى الكلاسيكية العربية في المغرب العربي ومن تقاليد الموسيقى العرية الأندلسية . وأخذت آلة الكمان بالتطوّر. فقد عرفت هذه الآلة الكثير من التعديل في ما يختص بصناعتها وتقنية العزف عليها (وضعية القوس، الشكل الخارجي ، عدد وقوة شد الأوتار ، الفتحات الخ ) ، إلى أن اتخذت شكلها الحالي في القرن السادس عشر، وكان ذلك في إيطاليا الشمالية .
وقد لاقـت آلة الكمان رواجاً عظيماً لدى كل الشعوب لا سيما بعد أن منحها الموسيقار الإيطالي منتفردي السيادة على آلات الأوركسترا في الأوبرات وغيرها، وأصبحت الفرق الموسيقية تعتمد عليها، حتى بات عدد آلات الكمان (ورفيقاتها) في الفرق السمفونية يبلغ نحو نصف المجموع الكلي للآلات جميعها. وأصبح الرباعي الوتري في موسيقى الحجرة يعتمد على أسرة هذه الآلة، كما أن للكمان رصيداً هائلاً عبر التاريخ من المؤلفات العظيمة الخالدة، فقلّما نجد مؤلّفاً موسيقياً عظيماً لم يكتب أعمالاً لهذه الآلة أو أسرتها (باخ، بيتهوفن، موزار، باغانيني) ، وتشارك أسرة الكمان في كل السمفونيات كونها عنصراً أساسياً في الأوركسترات السمفونية.
وصناعة الكمان تتطلب مهارة وتقنية كبيرتين اضافة الى ندرة اخشابها , وتصنع عادة في بعض الدول الأوربية مثل ايطاليا والمانيا وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا والصين . و الخشب الأنسب لصناعة آلات الكمان , يلزم له الخبرة الكافية لمعرفة أهمية الخشب الذي تصنع منه هذه الآلات الموسيقية لتكون قادرة على إصدار النغمة الأجمل.

فيديو على قناة ..DW عن صناعة آلة الكمان