إعلان

دباغة الجلود

دباغة الجلود

دباغة الجلود (Tanning leather) الدباغة هي مصطلح عام يستخدم لوصف عملية تحويل جلد الحيوان بعد سلخه إلى منتج مفيد للإنسان مثل : الملابس , الأحذية , الأواني والحقائب وغيره الكثير . وتعد الماشية المصدر الرئيسي للجلود مثال على ذلك جلود الماعز ,الضاًن ,الضبى والغزلان الخ .. وعملية الدباغة بشكل عام تمنع التحلل الطبيعي لجلد الحيوان وتمنحه المرونه والنعومة والألوان .
عرفت معظم الشعوب دباغة جلود الحيوانات منذ ماقبل التاريخ , فاستخدم الإنسان البدائي جلود الحيوانات التي كان يصطادها ليصنع منها ملبسه بعد أن عرف جودتها والدفء الذي تمنحه للجسم . فاستخدم الإغريق والرومان وقدماء المصريين الجلود وتعلموا دباغتها . وقد وجدت بالحفريات التي تعود لقدماء المصريين .منذ أكثر من 3,000 سنة. جلودا مدبوغة وصنادل جلدية بحالة جيدة كما تشير الدلائل إلى استخدام المصريين للدباغة الزيتية في الجلود التي وجدت في مقابرهم. كما عرفت صناعة دباغة الجلود منذ القدم في المشرق العربي وبلاد فارس ومنغولية القديمة والصين.
وكانت دباغة الجلود قديما تقوم على طرق بدائية تعتمد على وضع طبقات من قلف الشجر، والأوراق، والثمار فوق الجلود مع إضافة الماء, وكذلك معالجتها بزيوت الأسماك أو بالتدخين .
وهناك أربع طرق رئيسية لدباغة الجلود : الدباغة النباتية , الدباغة بالكروم , الدباغة المختلطة والدباغة بالزيوت.
1- الدباغة النباتية :
تتم في أحواض كبيره مملوءه بمحاليل الدباغة والتي تحضر من الماء ومادة التانين، والتانين مادة مرة يمكن الحصول عليها من بعض النباتات مثل أشجار البلوط أو أشجار الشوكران أو أشجار المانجروف أو أشجار السنديان أو أشجار الكيوبراكاو . يزيد العمال من قوة محلول الدباغة تبعا للوقت الذي تترك فيه الجلود في المحلول وعادة يبدأ تركيز محاليل الدباغة عند حوالي 0.5% وتزداد إلى أن تصل إلى 25% تانين عند إتمام عملية الدباغة وتستغرق عملية الدباغة النباتية عادة من شهر إلى ثلاثة شهور
2- الدباغة بالكروم :
أكثر أنواع الدباغة المعدنية انتشارا وتجرى باستخدام محلول دباغة من أملاح الكرومات ( مركبات الكروم ) وقبل الدباغة بالكروم تحفظ الجلود بنقعها في محلول من حمض الكبريتيك والملح ويستمر نقع الجلود حتى يصل محتواها الحمضي إلى درجة معينه ثم تزال الجلود وتغسل بعد عملية الغسيل يضع العمال الجلود في أسطوانات الدباغة المملوءة بالماء وكبريتات الكروم ويكسب محلول كبريتات الكروم المستخدم في دباغة الجلود لونا أزرق فاتحا. تتم عملية الدباغة بالكروم عادة خلال ساعات قليلة بصورة أسرع من الدباغة النباتية
3 – الدباغة المختلطة :
تتضمن استخدام كل من الدباغة بالكروم والدباغة النباتية وتستخدم الدباغة المختلطة في إنتاج جلود ذات خواص معينه مثل جلود الملابس شديدة النعومة أو القفازات أو الطبقة العلوية للأحذية ويتم في المدابغ الحديثة دباغة معظم الجلود بالكروم إما دباغة كاملة و إما دباغة أولية تسبق الدباغة النباتية وتسرع الدباغة الأولية من عملية الدباغة النباتية كما أنها تكسب الجلود المدبوغة نباتيا مرونة أكبر وتتم دباغة بعض نعال الأحذية نباتيا ولكن عادة تجري لها دباغة أولية باستخدام الكروم .
4- الدباغة بالزيوت :
تستخدم في جلد الشمواه المصنوع من جلود الماشية ويزال الصوف من جلد الماشية ويتم بعد ذلك شق الجلد إلى طبقات وتستخدم الطبقات القريبة من اللحم في صناعة الشمواه، ويبدأ العمل بكشط الجلد لإزالة الخلايا الدهنية ثم يتم وضع الجلود المكشوطة في آلة محتوية على مطارق لدفع زيت كبد الحوت داخل الجلد وبعد اختراق الزيت للجلد تزال الجلود من الآلة وتجفف ثم يتم فردها لتطريتها وإعطائها مظهراً وبرياً ( سطح صوفي لين )، وتستخدم هذه الطريقة في دباغة جلود السرج والجلود المستخدمة في الآلات وعلى الرغم من جودة الجلد المدبوغ بهذه الطريقة إلا أنه تجري أحيانا دباغة تلك الجلود بالكروم قبل دباغتها بالزيت .

في عام 1809م قام المخترع الأمريكي صمويل باركر بتسجيل براءة اختراع آلة شق الجلود. وقد ساعدت هذه الآلة الصُنّاع في الحصول على طبقتين رقيقتين من طبقة واحدة من الجلد مما أدى إلى مضاعفة الإنتاج. تم اختراع آلات نزع اللحم والشعر بعد فترة قصيرة من اختراع آلة شق الجلد. لم يبدأ الصناع في إنتاج الجلود على نطاق واسع حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي، عندما توافرت الجلود بسبب ارتفاع مستوى المعيشة. وبزيادة عدد الماشية التي تُستهلَك من أجل لحومها زادت كمية الجلود المتوافرة للدباغة. وفي عام 1884م اخترع تاجر الصبغات الأمريكي أوغسطس شولتيز عملية الدباغة بالكروم. وبعد حوالي 10 سنوات طوّر مارتن دِنيِسْ هذه الطريقة. وقد ساعدت الدباغة بالكروم على إنتاج جلود أكثر جاذبية وأكثر مرونة. وقد أدَّت زيادة الطلب على الجلود المدبوغة إلى قيام العلماء بإنتاج الجلود الصناعية التي تُشبه إلى حدِّ كبير الجلود الطبيعية، وللجلود الصناعية استخدامات عديدة، ولكنها تفتقد قدرة الجلود الطبيعية على التنفس. والقدرة على التنفس في الجلود هي السماح بخروج الإفرازات خارج الجلد وعدم دخول الماء.
وتطورت عملية دبغ الجلود مع مرور الزمن , حتى أصبحت صناعة الدباغة تلعب دوراً اقتصادياً مهما كالصناعات التحويلية الأخرى في العديد من الدول .
ومن المعروف أن الجلد الطبيعي له مميزات كثيرة وهو أفضل بكثير من الجلد الصناعي وذلك لعدة أسباب، منها أن المنتجات الجلدية الأصلية تدوم لفترة طويلة، حيث أن عمرها الافتراضي أطول بثلاثة أضعاف من عمر القطع المصنوعة من الجلد الصناعي. كما أن للقطع الجلدية الأصلية رونقٌ خاص وجمال مُلفت وتتحمل الاستعمالات المتكررة وتبقى محتفظة بجمالها ولمعانها.
تحرص الشركات الكُبرى في تصنيع المنتجات الجلدية الأصلية على دبغ كتابة في المنتَج وهي “جلد طبيعي Genuine Leather”، وهذا يعني أن القطعة مصنوعة من جلد طبيعي 100%. كما تُرفِق هذه الشركات قطع من الجلد المستُعمَل في تصنيع المنتَج من أجل إثبات أن الجلد طبيعي 100% وغير مغشوش أو مهجَّن.
أما المصانع التي تستعمل جلد غير طبيعي فإنها تكتب عبارة “من صنع الإنسان Man made Material” أو إن كان صُنع من جلد صناعي وطبيعي فستجد عبارة “مصنوع مع الجلد الطبيعي Made with Genuie Leather”. هذه العلامات يجب الانتباه جيدًا إليها قبل شراء المنتجات الجلدية.

Loading

إعلان

2 تعليقات

  • Tourist

    دباغة الجلود مهنة تراثية قديمة في مصر .. يعود الأصل التاريخي لنشأة حرفة دباغة الجلود في مصر لما قبل الميلاد
    منطقة “سور مجرى العيون” في القاهرة أشهر الأماكن لمزاولتها.

  • مشكوور ,,,,,,, ☺