أصْداف القواقع هواية وفن

الأصْداف (Shells) تشير كلمة “صدف البحر” فقط إلى قشور الرخويات البحرية ، وهي أغطية خارجية صلبة توجد لدى العديد من الحيوانات والنباتات مثل الكَرْكَنْد (جراد البحر) وبلح البحر والمحار والروبيان والقواقع والسلاحف المائية، كما تكسو بذور وجوزات جوز الهند والخوخ والجوز وغيرها من النباتات . وتنمو معظم الأصداف في الجزء الخارجي من الحيوان أو النبات، وتمثل كسوة من الدروع تحمي الجسم الذي تغطيه. وبعض الأصداف ذات أشكال جميلة وألوان براقة، وبعضها عادي وغير ملون , ويمارس كثير من الناس هواية جمع الأصداف , وتنتمي غالبية الأصداف التي يجمعها الناس إلى رتبة الرخويات، وهي مجموعة من الحيوانات اللافقارية التي تحتوي على السمك الصدفي ومحارات الأذن والقبقب والمحار والقواقع . الصدف عادة ما يكون الهيكل الخارجي من اللافقاريات . وكثيرا ما توجد الأصْداف فارغة على الشواطئ بعد دفعها بواسطة موجات المد والجزر فيتم غسلها وتجميعها من قبل جامعي الأصداف , وتكون تلك الأصداف فارغة لأن الحيوان قد مات وتم أكل الأجزاء الناعمة من قبل حيوان آخر أو تم تفككها .
هواية جمع صدف القواقع (Shell collecting) هواية شعبية تمارس منذ القدم في أجزاء كثيرة من العالم. بسبب الوانها الزاهية وتنوع اشكالها وتصاميمها , وكذلك بسبب توفرها والحصول عليها على طول شواطئ البحر . فقد استخدمت قديما منذ عصور ما قبل التاريخ في الأدوات والحلي والقطع النقدية. وكتب عنها أرسطو وبليني الأكبر على نطاق واسع . وقد عثر على تلك الأصداف في أطلال بومبي القديمة وفي السرداب في هرم المايا في يوكاتان ، كانت جمع الأصداف من الهوايات المفضلة منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولقد ازدادت هذه الهواية بصورة كبيرة جدًا في السنوات القليلة الماضية. وتباع الأصداف الآن في جميع أنحاء العالم في محلات بيع الهدايا والتذكارات، وفي الأسواق المركزية، وفي الأكشاك المقامة على الشواطئ، ولكن قد تتسبب هذه الهواية في قتل الكثير من الرخويات لأصدافها مما يؤدي إلى تناقص أعدادها بشكل رهيب، مما يقود إلى تهديدها بالانقراض . وتأتي أغلب الأصداف ذات القيمة لجامعي الأصداف من البحار المدارية، خاصة من الشُّعب المرجانية. وتجذب تلك الأصداف عامة الناس وجامعي الأصداف بألوانها الجذابة وأشكالها المغرية. وتُصدِّرُ الفلبين وحدها سنويًا أكثر من 2,000 طن متري من أصداف الزينة، وأهم الدول المصدرة الأخرى أقطار المكسيك والهند وكثير من أقطار البحر الكاريبي والمحيط الهندي والمحيط الهادئ . أندر ألأصداف واكثرها قيمة والأجمل هي تلك الأصداف الموجودة في البحر ، لا سيما في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية في مناطق الهند والمحيط الهادئ والبحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط . والندرة النسبية لبعض أنواع الصدف ووفرة الأنواع الأخرى ناتج في المقام الأول عن عادات الرخويات نفسها. فالعديد من الأنواع تعيش فقط في منطقة المد والجزر على الشواطئ الرملية أو الصخرية. يتم جمع مثل هذه الأصدف بسهولة بعكس التي تعيش بعيدا عن تلك المناطق ، وتشتمل معدات وأدوات جمع الأصداف على أداة لتجميع الرمال أو الأوراق , سكينة لفصل الرخويات المتشبثة بالصخور من العلياء ؛ مطرقة وإزميل لإزالة حفارات الصخور من أعشاشها ؛ منخل لضغط عينات من المياه الضحلة . دفتر ملاحظات لتسجيل البيانات المحلية والبيئية ؛ وعدد من الكتب حول الأصداف للمساعدة في تحديد هويتها. وتعتبر هواية جمع الأصداف والقواقع في بعض البلدان من ضمن الأعمال الفنية والأعمال الصعبة التي تحتاج جهدا كبيرا وصبرا طويلا . وهناك اعمال فنية صنعت من الأصداف لاقت رواجا كبيرا في مختلف المعارض .
مغارة من الاصداف البحرية , تعد مغارة “الصدف البحرية” إحدى روائع الآثار الفنية في المملكة المتحدة، التي لاتزال تحتفظ بأسرارها منذ آلاف السنين . تم اكتشاف المغارة الغامضة عام 1835م. في مدينة مارغيت الساحلية، بمحافظة كينت البريطانية، وهي ممر جوفي زخرفت جدرانه وأسقفه بفسيفساء من الصدف البحرية حيرت العلماء عبر العالم بعد عجزهم عن اكتشاف تاريخها وأسرارها. تبلغ مساحة المغارة 2000 قدم مربع وزخرفت بـ4.6 مليون صدفة بحرية تحمل رموزاً غريبة، اكتشفها جيمس نيولوف عام 1835 خلال حفره لبركة للبط، فتفاجأ بحفرة تؤدي إلى المغارة التي لا يزال عمرها مجهولاً إلى اليوم. وعجز العلماء إلى يومنا هذا تفسير تاريخ هذه المغارة المدهشة ومعرفة من بناها ومتى وإن كانت معبداً سرياً أم لا، ولكنها رغم ذلك استقطبت منذ تم اكتشافها عدداّ كبيراً من الزوار من مختلف أرجاء العالم.

المراجع :
britannica.com
startimes.com
en.wikipedia
albayan.ae