حليب الإبل

إرتبطت الإبل إرتباطا وثيقا بالإنسان العربي وشكلت جزء لايتجزاء من حياته الإجتماعية و الإقتصادية فيصف البدو بأن لبن نياقتهم مقطع الشهوات أي أنه يرتوي من شرب لبن الناقة حيث أن شهوته لأكل الطعام تنقطع وقد قيل الكثير عن النياق فقد أثرت في شعر الشعراء ونثر الأدباء وحيكت حولها قصص وروايات ذلك لأنها كانت تلبي احتياجاتهم . ومن الناحية التغذوية يعتبر حليب الإبل مصدر جيدا للعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين والدهون وبعض الفيتامينات والمعادن ، كما أنها تحتوي على سكر اللاكتوز ونسبة عاليه من الماء .
ويمتاز الحليب بأنه غني بفيتامين (ج) مقارنة بحليب الأبقار ويتميز دهن حليب النوق بنسبة منخفضة من الأحماض الدهنية المشبعة مقارنة بالأبقار كما لوحظ زيادة نسبة فيتامين (1ب) و (2ب) في الإبل مقارنة عن حليب الغنم والماعز، وتصل نسبة الكازين في حليب الإبل إلى 70% من البروتين مما يجعله سهل الهضم ويختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل وكذلك تبعا لنوعية الأعلاف والنباتات الرعوية التي تتناولها والمياه التي تشربها .
لكن هناك مشكلة تثير الإهتمام وهي إستهلاك حليب الإبل بصورته الخام مما يتسبب في أمراض تضر بصحة المستهلك غالبا / سل .. حمى مالطية … تسمم …. خصوصا أنه يتم شراء الحليب من أماكن غير مرخصة حيث يتم تداول حليب الخام بصورة غير جيدة في الغالب حيث يتواجد الروث والفضلات وتتجمع الحشرات أوتستخدم أواني غير نظيفة وقد يختلط الحليب بيد المكلف على حلب الناقة وغيرها فضلا عن أنه لا يتم الكشف على النياق ورعاية تغذيتها وهذا مما يزيد المشكلة خطورة . ومن هنا تكمن أهمية البسترة ودورها في صحة المستهلك وهناك دور يقع على عاتق الجهات المختصة في تفعيل هذه التقنية وفرض البنود اللازمة لسلامة هذا الكنز الغذائي المهمل .