إعلان

الأمثال الشعبية

تعريف الأمثال الشعبية

الأمثال الشعبية من أكثر الأشكال التعبيرية انتشارا وشيوعا ، وتعرف في معظم الثقافات على مر الزمن . والأمثال الشعبية تعكس مفاهيم الأجيال الماضية للحياة وتجسيد لأساليبهم في التعايش الاجتماعي . والمثل عبارة عن جملة مفيدة موجزة , يتوارثها الأجيال ويشيع أستعمالها عند مختلف الطبقات . وغالبا ما تعكس الأمثال مشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءتها . وقد يلخص المثل قصة أو ممارسة تعبر عن معاناة أو تجربة في الحياة تحضى بالقبول عند الناس وتكون مصدر الهام بثقة تامة . كما وتجسد الأمثال أفكار وتصورات وعادات وتقاليد ومعتقدات لمعظم مظاهر حياة غابرة في صورة حية وفي دلالة إنسانية شاملة .
والمثل في قول الفارابي : هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم وقنعوا به في السرّاء والضراء، ووصلوا به إلى المطالب القصيّة ، وهو أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص ، ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها. وهو يمرّ قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب ، وينمّ صراحةً أو ضمناً عن هذه المعايير على كل صعيدٍ وفي كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته. ويقال في المثل إنه ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية , وإنما هو عملٌ كلاميٌ يستحث قوةً ما على التحرك . ويعتقد قائل المثل أنه يؤثِّر أعظم الأثر في مسار الأمور وفي سلوك الناس . فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم وهي وإن اختلفت في تركيب جملها أو في صلاحها أو مدلول حكمتها أو سخريتها، فهي كتابٌ ضخم يتصفّح فيه القارىء أخلاق الأمة وعبقريتها وفطنتها وروحها . ولقد اعتنى العرب بالأمثال منذ القديم ، فكان لكل ضرب من ضروب حياتهم مثل يستشهد به . ومن القول هذا مثل الشيء ومِثله ، كما يقال شَبهه وشِبهه ، لأن الأصل فيه التشبيه . وهناك أمثال جيدة للعرب تدل أكثر مما يدل عليه الشعر أوالقصص ، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن المثل يوافق المزاج العقلي بشكل أفضل . وهو النظر الجزئي الموضعي لا الكلي الشامل . والمثل لا يستدعي إحاطة بالعلم أو شؤون الحياة , إنما للمثل مورد ومضرب , فمورد المثل هو القصة أو الحادثة التي ورد فيه , ومضربه هو الحالة التي يستخدم فيها. وتمتاز الأمثال بالإيجاز وجمال الصياغة وقوة التأثير ، ولا يُلتزمُ أن يكونَ المثلُ صحيح المنحى فقد يَشتهر مثلٌ لا يصح معناه في كل وقت ، ولكنْ صادفَ ظرفاً شهيراً فاشتُهر به ، ولما كانت الأمثال نتاج الناس جميعاً فقد جمعتِ الصحيح وغيرَ الصحيح ، ولا كذلك الحكمة ، فإن الحكمة وليدةُ عقل متميز ذي ارتفاع فلا بدّ أن تكون صادقة في كل الأحوال .

Loading

إعلان

4 تعليقات

  • mubark

    الأمثال هي عبارات ذات مغزى وبها العظة والفائدة ، والإيجاز من غير حشو أو إطالة وأهم مميزات الأمثال هو عمق المعنى وكثافة الفكرة ، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل جملة محكمة تعطي عبارة بليغة ، شائعة الاستعمال عند مختلف طبقات المجتمع . 🙂

  • الدربيل

    عرف النحوي اللغوي أبو إبراهيم الفارابي، المَثل في كتابه الشهير “ديوان الأدب” بقوله: “المثل ما تراضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه فيما بينهم وفاهوا به في السراء والضراء، واستدروا به الممتنع من الدر، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والمكربة، وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة”.

  • burghesh

    ارتبطت بعض المواقف قديما بالعديد من الامثال والحكم الشعبية ، والتى تحولت الى شعارات وعبارات مأثورة يتداولها الاجيال على مر العصور

  • Darvin

    لا أستطيع إلا أن اشكرك لما وجدت من فائدة من موضوعك . 🙂