ما هو النيزك ؟

نيزك

النيزك (Meteoroid) عبارة عن جسم حجري أو معدني في الفضاء الخارجي ويدور في فلك الشمس , والنيازك أصغر بكثير من الكويكبات ، تتراوح النيازك في حجمها من الحبوب الصغيرة إلى الأجسام بعرض متر واحد . ويتم تصنيف الكائنات الأصغر من هذا على أنها ميكرومترية أو غبار فضائي . وعلى الرغم من أن النيازك معروفة منذ العصور القديمة ، إلا أنها لم تكن معروفة بأنها ظاهرة فلكية حتى أوائل القرن التاسع عشر. وقبل ذلك ، كان ينظر إليها في الغرب على أنها ظاهرة الغلاف الجوي ، مثل البرق .
وتعود النيازك في نشأتها إلى حزام الكويكبات ، حيث تشكلت من عدة تصادمات لكويكبات ، مما سبب في تحطم تلك الكويكبات واتخاذ شظاياها مدارات مختلفة عن مدار الأجسام المتصادمة ، مما يمكن بعضها من اختراق مدار الأرض والاصطدام بالأرض . وعندما يدخل نيزك أو مذنب أو كويكب إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة تزيد عادة عن 20 كم / ثانية (72000 كم / ساعة ؛ فإن التسخين الأيروديناميكي لهذا الكائن ينتج سلسلة من الضوء ، سواء من الجسم المتوهج أو درب من الجسيمات المتوهجة التي يتركها في أعقابه ويطلق عليها الشهب . الشهب (Meteor shower) هي النيازك “meteoroid ” بعد سقوطها , فعندما يَدخل النيزك في الغلاف الجوي للأرض يُطلق عليه (شهاب) . والشِهاب هو شُعاع ضوئي مرئي يتكون عندما يخترق النيزك الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية للغاية على مسارات متوازية . تنشأ ملايين الشهب يومياً في الغلاف الجوي للأرض ، ومعظم النيازك المسؤولة عن تكون الشهب عبارة عن حبات صغيرة لا يتجاوز حجمها حجم الحصى العادي .
وميز الفلكيون أكثر من 12 نوعاً من النيازك حسب تركيبها الكيماوي إلا أنه يوجد منها نوعان رئيسان هما : 1 – النيازك الحديدية. 2 – النيازك الحجرية. تقريبا جميع النيازك تحتوي على النيكل والحديد من خارج الأرض. لديهم ثلاثة تصنيفات رئيسية: الحديد والحجر ، والحديد الصخري. تحتوي بعض النيازك الحجرية على مشابهات شبيهة بالحبيبات تعرف باسم chondrules وتسمى chondrites . وتسمى النيازك الحجرية التي لا تحتوي على هذه الملامح ” الأوكوندريت ” ، والتي تتكون عادة من النشاط الناري خارج الأرض ؛ أنها تحتوي على القليل من الحديد أو خارج الأرض.
النيازك عندما تمر قرب الأرض فإن الجاذبية الأرضية تسحبها إليها ، وحين تدخل الغلاف الجوي الأرضي فإنها تحتك بالهواء ، وترتفع حرارتها وتتفكك عادة إما إلى غبار أو تتبخر ، وقد تصل بعض أجزائها إلى الأرض ، ومرورها بالغلاف الجوي وإرتفاع درجة حرارتها وسقوطها السريع يجعلها تبدو لامعة كالنجوم التي تتحرك بسرعة ، فأعتقد البعض انها نجوم ساقطة . في منطقة حديثة في محافظة الأنبار في العراق توجد حفرة كبيرة من أثر سقوط نيزك تسمى هذه الحفرة (بالخسفة) كثيرا ما يقصدها الجيولجيون لدراسة مكوناتها . وفي ذات مرة كان مزارع يحرث حقله في يوركشاير في بريطانيا سقط على بعد تسعة أمتار منه نيزك وزنه 25 كيلو غراما. وقد أرتطم بالأرض نيزكا وقع في منطقة سيبيريا في يوم 30 يونيو 1908م، وكان نيزكا صغيرا ودمر 2000كم2 من الغابات. وكذلك سقط نيزك ضخم في أريزونا بالولايات المتحدة وأحدث فوهة قطرها يربو على الكيلو متر. ومنذ وقت ليس بالبعيد في عام 1947م، سقط نيزك في سيبريا وأحدث أنفجارا هائلا. وفي بداية التسعينات من القرن الماضي عثر العلماء على فوهة جرم نيزكي وقطره (180) كم في شبه جزيرة يوكاتان Yucatán Peninsul بالمكسيك وقدرت قوته التدميرية بآلاف القنابل الذرية كالتي ألقيت فوق هيروشيما.
يدخل ما يقدر بـ 25 مليون من النيازك ، والنيازك الدقيقة ، والحطام الفضائي الآخر إلى الغلاف الجوي للأرض كل يوم ، مما يؤدي إلى ما يقدر بنحو 15000 طن من هذه المادة تدخل الغلاف الجوي كل عام.
وهناك نظرية علمية ترى إن أنقراض العظايا الضخمة ( الديناصورات)، سببه نيزك عملاق ضرب الكرة الأرضية، فقبل أكثر من 65 مليون سنة كانت العظايا الضخمة (الديناصورات) تعيش على الأرض وفجأة ضربها نيزك عملاق عندما سقط على سطحها وكان يبلغ عرضه حوالي عشرة كيلومترات وسرعته 90 ألف كم \ساعة. وتسبب في القضاء على العظايا الضخمة (الديناصورات)، وتدمير النباتات والأحياء في نطاق آلاف الكيلومترات من موقع سقوطه على الحافة الجنوبية لقارة أمريكا الشمالية. وأباد ما يعادل 70 % من الأحياء من شدة الإصطدام ومن البرد والجليد حيث اجتاح الكرة الأرضية عصر جليدي طويل لم يبق على العظايا الضخمة (الديناصورات) والحياة بأشكالها المختلفة فوق سطح الأرض ،سواء أكانت نباتية أم حيوانية، ولم يعد لها وجود في سجلات الحفريات القديمة. وتطورت بعده الثدييات .
في عام 1961 ، عرف الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) النيزك بأنه “جسم صلب يتحرك في الفضاء بين الكواكب ، بحجم أصغر بكثير من الكويكب وأكبر بكثير من الذرة”. في عام 1995 ، اقترح Beech and Steel ، الذي كتب في المجلة الفصلية للجمعية الملكية الفلكية ، تعريفًا جديدًا حيث يكون النيزك ما بين 100 ميكرومتر و 10 أمتار. وفي عام 2010 ، بعد اكتشاف الكويكبات التي يقل حجمها عن 10 م ، اقترح روبين وغروسمان تنقيح التعريف السابق للنيازك إلى كائنات تتراوح بين 10 ميكرومتر و متر واحد في القطر من أجل الحفاظ على تمييزه .

المراجع :
nationalgeographic
en.wikipedia
forum.brg8.com
eroshen.com

Loading