بِنْزِرْتُ – تونس

مدينة بنزرت

بِنْزِرْتُ (Bizerte) مدينة ساحلية تونسية تقعُ على ساحل تونس الشّمالي وتبعد عن العاصمة تونس، بحوالى ستّين كيلو مترًا. يقدر تعداد سكانها بنحو 136.917 نسمة حسب إحصائيات عام 2014م. تتميز بنزرت بموقعها الذي يتحكّم في ممرّ بنتلاريا الذي يربط بين حَوضَيّ البحر المتوسط الشّرقي والغربي , وحيث تربط تجاريا بين بين البحر الأبيض المتوسط والمناطق الصناعية , وكذلك تعدد الموانئها . كما وكانت تتميز بنشاطها في صيد أسماك السّردين والماكرو والقريدس فيما مضى . تُعرف مدينة بنزرت بأنها أقدم وأعرق مدينة في تونس . تأسست حوالي عام 1100 قبل الميلاد من قبل الفينيقيين الساميين من صيدا . في بداياتها كانت ميناء فينيقي صغير للتداول البحري في غرب البحر الأبيض المتوسط . والتي تقع على بعد 30 كم. شمال يوتيكا و 50 كم. من قرطاج ، وهي كغيرها من مدن أخرى أسسها الفينيقيون . وحوالي 950 قبل الميلاد ، أصبحت المدينة تحت نفوذ قرطاج تحت قيادة الملكة ديدا / إليسا . في عام 309 قبل الميلاد ، وخلال الحروب اليونانية البونيقية وبعد هزيمة “أغاثقلس” عادت المدينة إلى الدولة القرطاجية ، واستخدم ميناءها من قبل العديد من الجنرالات القرطاجيين في الحروب البونيقية مثل Hamilcar Barca ، Mago ، Hasdrubal و Hannibal . وفي عام 149 قبل الميلاد ، كانت أول غارات رومانية ، وتم احتلال المدينة بعد ذلك من قبل الرومان ، تحت اسم هيبو ديارهايتوس خلال فترة حكم يوليوس قيصر ، واستعادت المدينة الجديدة ازدهارها وتقدمها منذ عهد أوغسطس . وكان العرب المسلمون قد دخلوا بنزرت عام 647م. في أول غزو لهم , اعتنى الأمراء العرب بتحصين المدن الساحلية وتعزيز مواقعها. ويذكر ابن خلدون أنّ الأمير أبا إبراهيم أحمد (حكم بين 863م و856م) وبعده الأمير أبا الغرانيق (حكم بين 875 و864م) أقاما القلاع والأبراج والرّباطات لتحصين المدن السّاحلية من هجمات العدو المتأتيّة من البحر. لكن بِنْزِرْتُ عادت إلى السيطرة البيزنطية فيما بعد , ودخلها العثمانيون في 1574م. ومع احتلال فرنسا لتونس في عام 1881م. وبعد سيطرتها على بنزرت بنت مرفأ بحريًا كبيرًا في المدينة .
وتسعى بنزرت لأن تتحول إلى مركز سياحي وترفيهي من خلال مشروع “مارينا بنزرت” الذي ما زال (عام 2014) في طور الإنجاز ، ويهدف هذا المشروع السياحي الكبير إلى تطوير السياحة بصفة عامة في هذه المدينة وسياحة اليخوت بصفة خاصة ، إذ يحتوي على مجموعة من المراسي تسع 1000 يخت من مختلف الأحجام ، ونزل ذي سبعة طوابق له نفس الطابع المعماري للبنايات المجاورة ، بالإضافة إلى محلات تجارية ومرافق أخرى.

من أهم المعالم السياحية في بِنْزِرْتُ :
• المرسى القديم سحر المتوسط .. في قلب مدينة بنزرت التونسية , لا يمكن للزائر أن يمر على مدينة بنزرت التونسية الجميلة، درة المتوسط، دون المرور بالمرسى القديم، هذا الميناء العتيق، مشيًا على الأقدام والترجل، فحين ترسو على جانب المرفأ، يمكن التخلي عن السيارة أو أي وسيلة ركوب أخرى، للمضي قدمًا والتتنعم بسحر المنظر الخلاب الذي يتجلى في أبهى حلة زرقاء. المرسى القديم ؛ هذا الحوض الذي ينسدل من عباب المتوسط ، كعروس بحر تتماوج في مشهد أخاذ وسط المدينة، على امتداد ألف متر أو يزيد، هناك حيث امتزجت زرقة البحر وجماله بالتاريخ القديم، بدايةً من وصول الفينيقيين من صيدا وصور إلى الحضارة الأندلسية، وكذلك تجسمت الحضارات العريقة التي صنعها الإنسان على مدى آلاف السنين وتركت آثاره شامخة إلى يومنا هذا على ضفاف المرفأ البحري . على امتداد الأرصفة المرصعة بالحجارة الكلسية الأندلسية التي فرشت الأرض فازدانت بها، تجلب انتباه الرائي المحلات التي فتحت أبوابها لصنع الأكلات البنزرتية الشعبية والمشهورة في مدينة بنزرت سواء منها المالحة والحارة كاللبلابي والكفتاجي البنزرتي .
• الحصون التاريخية , هناك حصنان كبيران أثريان على طرفي الميناء وهما القصبة والقصيبة وهما من أشهر القلاع التي تحدث عنها التاريخ فقال إنهما بمثابة مراكز حراسة لمدخل الميناء العتيق والمدينة من الهجمات البحرية والغزوات في تلك الفترات الزمنية البعيدة المدى ولم تتفق الدراسات حول الأصول التاريخية لمثل هذه المعالم، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن المرجع الحقيقي لهذين الحصنين هو إرث أغلبي وبيزنطي، وأجمعت معظم البحوث على دورها كقلاع لحماية المدخل المائي من الجهة الجنوبية والشمالية. وهناك أيضا الحصن الإسباني تلك القلعة المشرفة الأخرى على المدينة في شكل نجمة ذات خمسة أذرع.
• المساجد , تضمّ مدينة بنزرت عددا مرتفعا من المساجد أهمّها: الجامع الكبير الذي يتوسّط المدينة، وجامع القصبة بمدخل حيّ القصبة، وجامع القصيبة الموجود بحي القصيبة، وجامع الأندلس ويوجد بحومة الأندلس، وجامع الرّبع ويوجد بحومة الرّبع. وتوجد عدّة جوامع ومساجد أيضا داخل المدينة لكنّها أقلّ أهميّة من المساجد الخمسة الأولى وهي: جامع سيدي بن عيسى وجامع سيدي عبد الرحمان وجامع المدّاح وجامع التيجانية وجامع سيدي عنان وجامع سيدي المسطاري وجامع سيدي الجودي. وقد شيّد الجامع الكبير سنة1652م، كما تثبت ذلك النقيشة الموجودة فوق المحراب .

المراجع :
noonpost.org
en.wikipedia
mawsouaa.tn

Loading