كيف يحدث الضباب ؟

الضباب (Fog) ظاهرة طبيعية يمكن اعتبارها نوعًا من السحاب المنخفض والقريب من سطح الأرض . ويتأثر بشدة بأجسام المياه والتضاريس المجاورة وظروف الرياح. وهو قطرات مائية عالية في الهواء ويحدث نتيجة تكاثف بخار الماء قرب سطح الأرض , وغالبا ما يتم عن طريق تولد الرطوبة في الضباب محليا على سبيل المثال : من جسم قريب من الماء ، مثل بحيرة أو محيط أو من الأرض الرطبة القريبة أو المستنقعات . وتختلف درجة البخار باختلاف كثافته حيث أنه كلما زادت كثافة البخار كان الضباب اشد كثافة. عادة ما يتم تمييز مصطلح “الضباب” بأنه سحابة تقلّل من الوضوح إلى أقل من 1 كم. وبحسب التعريف ، يقلل الضباب الرؤية إلى أقل من كيلومتر واحد في حين يؤدي الضباب إلى ضعف في الرؤية. وتعتبر الرؤية لإقل من 5 كيلومترات وأكثر من من 999 متر ضباباً إذا كانت الرطوبة النسبية 70% أو أكثر . يتشكل الضباب عندما يكون الفرق بين درجة حرارة الهواء ونقطة الندى أقل من 2.5 درجة مئوية , ويبدأ الضباب بالتشكل عندما يتكثف بخار الماء في قطرات الماء السائل الصغيرة المعلقة في الهواء. ويمكن أن يتشكل الضباب بعدد من الطرق ، اعتمادًا على كيفية حدوث التبريد الذي يتسبب في التكثيف , ومن أنواع الضباب :
• ضباب الاشعاع (Radiation fog) يتكون الضباب الإشعاعي من برودة الأرض بعد غروب الشمس بواسطة الأشعة الحرارية تحت الحمراء في ظروف هادئة مع سماء صافية , لذلك يبرد معها الهواء الرطب الملامس للسطح مسبباً تشكل الضباب في حال كانت الرطوبة المتوافرة في الهواء كافية . وكذلك برودة الأرض ثم برودة الهواء المتجاور عن طريق التوصيل ، مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الهواء والوصول إلى نقطة الندى ، لتشكيل الضباب. في حالة الهدوء التام ، ويمكن أن تكون طبقة الضباب أقل من متر ، لكن الاضطراب يمكن أن يعزز طبقة أكثر كثافة. ويحدث الضباب الإشعاعي ليلاً ، وعادةً لا تستمر لفترة طويلة بعد شروق .
• ضباب اليابسة (Ground fog) هو الضباب الذي يحجب أقل من 60% من السماء ولا يمتد إلى قاعدة أي غيوم علوية , ويحدث فوق اليابسة نتيجة فقدان سطح الأرض لحرارته ووجود الرطوبة في الجو. وفي بعض الحالات يكون عمق الضباب في حدود عشرات السنتيمترات على أنواع معينة من التضاريس مع غياب الرياح .
• الضباب الحراري (Advection fog) يحدث عندما يمر الهواء الرطب على سطح بارد عن طريق التقريب (الريح) ويتم تبريده , والشائع أن تمر الجبهة الدافئة فوق منطقة بها كمية ثلج كبيرة. وهو الأكثر شيوعا في البحر عندما يصادف الهواء الرطب المياه الباردة ، بما في ذلك مناطق المياه المتقلبة.
• الضباب التبخري (Evaporation fog) يتشكل عندما يمر تيار بارد فوق سطح مائي دافئ فيبدو وكأن الماء يتبخر مسبباً حدوث الضباب , ويميل إلى الاختلاف عن معظم الضباب الذي يتشكل من الأرض ، حيث أنه مثل الثلج الناتج من البحيرة . وهناك ضباب الوديان ويحذث كنتيجة هبوب الرياح الباردة من أعلى الجبال إلى الوديان في حال توافرت الرطوبة والعوامل الأخرى , وكذلك ضباب البحار الذي يتشكل نتيجة هبوب تيارات بحرية دافئة إلى مناطق باردة ومن الممكن ان ينتقل هذا الضباب إلى البر مسافات كبيرة .
• ضباب الجبهات الهوائية (air masses frontal fog) يحدث هذا النوع من الضباب نتيجة امتزاج كتلتين هوائيتين دافئتين بدرجتي حرارة مرتفعة نسبياً. وتُسهم في ذلك زيادة رطوبة الهواء بفعل التبخر من سطح الأرض ومن قطرات المطر المتساقطة من الغيوم. وهكذا يشترك أكثر من عامل في تشكيل هذا النوع من الضباب .
• الضباب الاصطناعي (Artificial fog) الضباب الاصطناعي هو ضباب من صنع الإنسان يتم إنشاؤه عادة عن طريق تبخير مائع يعتمد على الماء والغليكول أو الغليسيرين . يتم حقن السائل في كتلة معدنية ساخنة ، ويتبخر بسرعة. يؤدي الضغط الناتج إلى خروج البخار من فتحة التهوية. عند تلامس الهواء الخارجي البارد ، يتكثف البخار في القطيرات المجهرية ويظهر كضباب. [32] تستخدم آلات الضباب هذه في المقام الأول لتطبيقات الترفيه .
من فوائد الضباب أنه يمنع انخفاض درجات الحرارة إلى درجات منخفضة جداً لأنه يُساعد في حفظ الحرارة ويُشكل ستاراً يمنع الاستطارة , وكذلك يقلل من حدوث موجات الصقيع التي تؤثر على النباتات وتُسبب موتها وتؤثر على الحيوانات. بالإضافة الى أنه يحد من تجمد الماء على الشوارع مما يُقلل من حدوث الانزلاقات , ويُساعد في انصهار الثلوج ومنع تراكمها لفترات طويلة.
ومن النتائج السيئة التي تحدث بسبب وجود الضباب : الحوادث المرورية وهي من اكثر مخاطر الضباب والتي تحدث بسبب انعدام الرؤية و تكثر تلك الحوادث في المدن الممتلئة بالدخان والغبار , كما ينتج عن الضباب المصاحب للدخان والغبار العديد من الأمراض والأوبئة حيث تشكل خطورتها اضرارا كثيرة على صحة الأنسان .