تاريخ البوصلة

البوصلة

البوصلة (Compass) أداة تستخدم في الملاحية لتحديد الاتجاه بالنسبة إلى قطبي الأرض . والاتجاه الذي يدل على الاتجاه نسبة إلى جغرافية الاتجاهات الأساسية (شمال ، جنوب ، شرق ، وغرب ) أو نقطة معينة . وتتكون البوصلة من إبرة مغناطيسية ذات شكل معيني ، محمولة على حامل رأسي بحيث تتحرك في مستوى أفقي بصورة حرة. والحامل مثبت في مركز علبة نحاسية أسطوانية الشكل ، ترسم على قاعها نجمة شعاعية تمثل الجهات الأصلية والفرعية. وتعتمد البوصلة في عملها على خاصية أساسية من خصائص المغناطيس ، هي أنه إذا علق مغناطيس بحيث يتحرك بصورة حرة، فإنه يأخذ اتجاه الشمال – الجنوب على وجه التقريب . والبوصلات غالبا ما تعرض علامات للزوايا بالدرجات , مثلا الشمال “N” يتوافق مع 0 وبزيادة الزوايا في اتجاه عقارب الساعة يكون الشرق هو 90 درجة ، الجنوب هو 180 درجة ، والغرب هو 270 درجة. وتسمح هذه الأرقام للبوصلة بإظهار السمت أو المحامل .
وقبل اختراع البوصلة كان يتم تحديد المواقع والمقاصد أوالهدف والاتجاه في عرض البحر عن طريق رؤية المعالم وملاحظتها، مع ملاحظة موقع الأجرام والنجوم السماوية . وكان البحارة القدماء في الغالب يبقون على مرمى البصر من الأرض .أما بعد اختراع البوصلة فتمكنوا من تحديد الجهات عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم أو ضبابية . تم اختراع البوصلة المغناطيسية لأول مرة كجهاز لترجمة العرافة في وقت مبكر من عهد أسرة هان الصينية منذ عام 206 قبل الميلاد. وكانت البوصلات الصينية الأولية غير مصممة للملاحة، وإنما لأجل تنسيق المباني وفقا لمبادئ “فنج شوى” للقياس والتحليل . واعتمدت فيما بعد للملاحة من قبل أسرة سونغ الصينية خلال القرن الحادي عشر . وأول استخدام للبوصلة مسجل في أوروبا الغربية والعالم الإسلامي حدث أوائل القرن الثالث عشر الميلادي . والمسلمين العرب كانوا أول من صنع أول بوصلة وذلك بحك الإبرة على المغناطيس ثم وضعها فوق إناء فيه ماء بحيث تطفو على عودين صغيرين من الخشب فتتجه الإبرة نحو الشمال . وقد ورد في كتاب كنز التجار في معرفة الأحجار لمؤلفه بيلق القبجاقي عام1282م. أن ربابين بحر سوريا كانوا يتعرفون على الجهات الأصلية في الليالي الحالكة عندما لا يرون النجوم بإبرة معلقة في حلقة من خشب السنط تطفو فوق الماء فتشير إلى الشمال . وفي القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي ، كان استخدام الإبرة المغناطيسية في الملاحة الإسلامية واسع الانتشار. وقد وصف المقريزي الإبرة المستخدمة آنذاك بأنها قطعة رقيقة من المعدن مطروقة على شكل سمكة تطفو فوق الماء، فعندما تستقر السمكة يشير فمها إلى الجنوب . وقد ظل هذا النوع من البوصلات مستعملا في السفن العربية التي تمخر عباب المحيط الهندي من موانئ اليمن وفارس إلى كانتون في الصين , وتلك التي تعبر البحر الأبيض المتوسط . وفي سنة 1475م.اخترع عالم البحار ابن ماجد أول إبرة جالسه على سن لكي تتحرك حركة حرة دون الحاجة إلى وعاء الماء. وأشار إليها في كتابه الفوائد بعبارة “تجليس المغناطيس على الحقة”. وهو تثبيت الإبرة الممغنطة فوق سن من الوسط لتتحرك حركة حرة فوق قرص وردة الرياح.
في عام 1883م. قام ويليام طومسون بمحاولة تصميم بوصلة جيروسكوبية , لكن يرجع الفضل في اختراع أول بوصلة جيروسكوبية عملية إلى هيرمان أنشوتز كامبفيه حيث ظهرت أول بوصلة ناجحة من اختراعه عام 1907م. وقد أنتجت أول بوصلة جيروسكوبية أمريكية عام1911م. وقد صممها إيلمر إي سبيري ، بينما صمم إس جي براون وجي بيري أول بوصلة إنجليزية عام 1917م.
في عام 1928م. اخترع “غونار تيلاندر” الصانع السويدي نمطا جديدا للبوصلة المحمولة , والذي لم يكن راض عن البوصلات الميدانية الموجودة في حينه التي تتطلب منفذا منفصلا من أجل أخذ محامل من الخريطة ، وقرر دمج كلا الآلتين في آلة واحدة . حيث كانت البوصلة مع منقلة بنيت في قاعدة . تصميم يظهرت كبسولة البوصلة المعدنية التي تحتوي على إبرة مغناطيسية مع علامات التوجيه . والتي سميت في وقت لاحق بـ(مؤشر اتجاه السفر). وأسند تيلاندر تصميمه لزملائه المستجدين “بيورن ، ألفيد، و ألفار كجيلستروم” الذين كانوا يبيعون البوصلات الأساسية ، وقام الرجال الأربعة بتعديل تصميم تيلاندر. وفي عام 1932م. تم تشكيل شركة (سيلفا و تيلاندر) وأخوة كيلستروم الثلاثة ، وبدأت الشركة في تصنيع وبيع بوصلة سيلفا التوجيهية للملاحين السويديين والعسكريين والرحالة.
والآن تمثل البوصلة جزءا أساسيا من كل وسائل المواصلات فنجدها بالسفن ، الطائرات كما توجد ببعض ساعات اليد ، ومازالت تعتبر كالذراع اليمنى لمن يهوى السفر أو التوجه إلى المناطق الجبلية وغيرها من أجزاء العالم ، لذلك إذا ذهب شخص يوما لرحلة من هذا النوع فيجب أن يعلم كيف يقرأ البوصلة حتى لا يضل الطريق . فهناك بعض الأجهزة ومنها الهواتف المحمولة التي تحتوي على برامج تحديد المواقع العالمية وتساعد الشخص على الوصول إلى بعض الأماكن داخل مدينة كبيرة ، ومع ذلك يمكن أيضا الوصول إلى المتنزهات الكبيرة بمجرد لمسة لجهاز (أي فون).

المراجع :
encysco.blogspot
en.wikipedia
ksag.com

Loading

3 تعليقات

  • Hazem

    المحتوى محمي , لحفض حقوق الناشر .. النسخ والنشر في مكان آخر يجب أن يكون بموافقة صاحب المقالة .

  • غير معروف

    لمادا المحتوى محمي

  • burghesh

    في الماضي كنت أبحث عن مثل هذا الموقع . بعد قراءة هذه المعلومات أنا سعيد أن أنقل شعوري الجيد جدا فقد اكتشفت بالضبط ما كنت بحاجة اليه من معلومات . أنا بالتأكيد سوف لن أنسى هذا الموقع وسأعطيه لمحة على أساس مستمر . 😉