المجهر (Microscope)

المجهر (Microscope) هو أداة تستخدم لرؤية الأشياء الصغيرة جدا والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. وهذه الأشياء الصغيرة لايمكن رؤيتها الى بمساعدة المجهر . ويقوم جهاز المجهر بتكبير الأجسام الصغيرة وبإستكشاف التفاصيل الدقيقة لها . والمجهر هو أحد الأجهزة الأوسع استخداماً في علم الأحياء ، حيث يستخدمه علماء الأحياء لدراسة الكائنات الحية والخلايا وأجزائها الصغيرة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ربما ترجع بداية علم المجهريات إلي عصور ما قبل التاريخ ، ولقد حاول الإنسان منذ آلاف السنين أن يطور قدرته علي الرؤية بواسطة أدوات لتكبير الأشياء . وهناك حسابات يونانية للخصائص البصرية للمياه ولكائنات تشبه العدسات تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد . وأصل كلمة (microscope) هي مركبة من كلمتين من اللغة اليونانية القديمة “mikros” ونعني صغير , و “skopein” وتعني رؤيه.
ولم يتأكد المؤرخون تماما من أول إنسان اخترع المجهر , لكن بعض المؤرخون يعزو الفضل الأكبر لهذا الاختراع إلى عالِم الفلك والفيزيائي الإيطالي “غاليليو” بين عام 1590 و 1601م. وفي سنة 1674م. سجل الباحث والعالم الهولندي (أنطوني فان ليفينهوك) أول ملاحظاته عن الميكروبات. وهو يفحص إحدى قطع القماش. عندما رأى كائنات عضوية الشكل في قطرة واحدة للماء , على الرغم من أنه لم يكن يعرف ما الذي اكتشفه بالضبط لكنه أول من أشار إليه ، ومع ذلك فإن ما اكتشفه كان له أهمية عظمى في تاريخ البشرية . لذا يعد هو أول من اخترع أول مجهر ضوئي بسيط شاهد من خلاله كائنات حية دقيقة في قطرات الماء وهو من أوائل العلماء الذين استخدموا العدسات . ولم تظهر أهمية وخطورة اكتشاف ليفينهوك هذا إلا عندما ظهر العالم الفرنسي الكبير باستور أي بعد مائتي عام .
وهناك العديد من أنواع المجاهر ، أكثرها شيوعاً وأقدمها إكتشافاً هي المجاهِرُ البصرية أو الضوئية التي تعتمد علي استخدام خصائص الضوء في تكبير الأجسام . وأول مجهر اخترع هو المجهر الضوئي “optical microscope” وهو النوع الذي يستخدم الضوء المرئي ونظام العدسات لتكبير الصور , وقد أخترع في القرن السابع عشر الميلادي. وينسب في بعض الأحيان اختراع المجهر لصانع النظارات الهولندي “لزكرياس يانسن” خلال التسعينيات من القرن السادس عشر. حيث قام يانسن وأبيه على تجارب في العدسات، فقاموا بوضع عدد من العدسات في أنبوب واكتشفوا اكتشافًا خطيرًا حيث وجدوا أن الجسم الموجود بالقرب من نهاية الأنبوب قد تم تكبيره بشكل كبير للغاية لا يمكن لأي عدسة مكبرة الوصول إليه ، وبهذا خرج أول ميكروسكوب إلى الوجود. كما يرتبط أسم زكرياس يانسن باختراع التليسكوب البصري الأول “optical telescope” . ويعتمد المجهر الضوئي الذي صممه “لزكرياس يانسن” على الضوء المرئي ونظام من العدسات لتكبير الصورة، تصل قدرته في تكبير الأشياء إلى أكثر من 1000 مرة . وقد ساهم اختراع هذا الجهاز في تعزيز فهم لمجموعة من الظواهر .
ويستعمل المجهر الضوئي البسيط عدسة أو مجموعة من العدسات لتكبير الأشياء، من خلال التكبيير الزاوي وحده، ليعطي المشاهد صورة مكبرة وواقعية. حيث يقوم المجهر بتجميع الضوء المنبعث من العينة الصغيرة المضاءة ، ولقرب هذه الأخيرة، فإن المجهر لا يحتاج إلى عدسة شيئية كبيرة ، ولذلك فإنها تكون صغيرة وكروية، ما يمنحها بعدا بؤريا أصغر على الجوانب . وتركز هذه العدسة صورة العينة في مسافة صغيرة عبر أنبوب المجهر، وبعد ذلك يتم تكبير الصورة بواسطة عدسة ثانية تسمى العدسة العينية لتتمكن من رؤيتها بعينك المجردة.