إعلان

رودولف ديزل

ديزل

رودولف ديزل (Rudolf Diesel) مهندس ميكانيكي ومخترع ألماني , أسمه الكامل (رودولف كريستيان كارل ديزل) من مواليد عام 1858م. باريس – فرنسا . ترك والده مسقط رأسه في أوغسبورغ ، بافاريا – جنوب شرقي المانيا في عام 1848م. وهاجر الى باريس والتقى زوجته وهي ابنة تاجر من مدينة نورمبرغ الألمانية ، أي أن والديه من المهاجرين البافاريين الذين يعيشون في باريس . وأنشأ مصنع صغير للسلع الجلدية هناك عام 1855م. قضى رودولف ديزل طفولته المبكرة في فرنسا ، ولكن بعد اندلاع الحرب الفرنسية الروسية في عام 1870م. أجبرت عائلته على الرحيل وكذلك العديد من الألمان الآخرين . واستقروا في لندن – إنجلترا. ولكن قبل نهاية الحرب أرسلت والدة رودولف ديزل البالغ من العمر 12 عاما إلى أوغسبورغ للعيش مع عمته وعمه لكي يجيد اللغة الألمانية . كان رودولف يظهر حباً شديداً للمكانيكا منذ طفولته . وعندما أصحب رودولف في سن 14 سنة. كتب رسالة إلى والديه قائلا إنه يريد أن يصبح مهندسا . بعد الانتهاء من تعليمه الأساسي . وفي عام 1873م. التحق في المدرسة الصناعية التي كانت قد تأسست حديثا في أوغسبورغ . وبعد ذلك بعامين حصل على منحة استحقاق من كلية الفنون التطبيقية البافارية الملكية في ميونيخ ، وهناك بدأ فصلاً جديداً من حياته تمثل بتحقيق حلمه في دراسة الميكانيك والتفوق فيه . وبعد تخرجه منها عاد إلى باريس مسقط رأسه ليبدأ حياته المهنية في فرنسا .
وفي فرنسا قدم الكثير من الإبداعات وحصل منها على عدة براءات اختراع . ومن أبرز اختراعاته تطوير آلات التجميد البخارية التي كانت تستعمل آنذاك في صناعة الجليد. وأسس عمله على نظرية المحركات الحرارية وتصاميم المهندسين الآخرين 1892م. واستكمل وشغّل أول محرك ديزل له عام 1897م. وأسس أيضا مصنعا لتصنيع محركات الديزل . وكانت لفكرة رودولف ديزل الحاسمة بشأن اختراع محركه الذي كان يحلم به والذي سمي باسمه “diesel engine” تقوم فكرته على أن المحرك الجديد يجب أن يعتمد على مبدأ الاحتراق الداخلي بتحويل الطاقة الكيميائية الكامنة في الوقود إلى طاقة حركية ، مما يعني الحصول على محرك ذي كفاءة أكبر مقارنة مع المحركات الأخرى . ويذكر أن الكثيرون من زملاء ديزل كانوا يشككون في امكانية نجاح التجربة لكن ديزل لم يستسلم وتابع تجاربه إلى أن تمكن عام 1897م. من تشغيل محركه الحلم بقوة 20 حصانا بالشكل الذي تصوره ، وقد أحدث اختراعه ثورة في عالم الميكانيك . وقد عرف المحرك أولا بمحرك الزيت ، قبل ان يرتبط لاحقا باسم مخترعه ويصبح محرك الديزل .
ورغم نجاحات واختراعات رودولف ديزل إلا أنه لم يكن دائماً سعيداً وموفقاً في حياته ، حيث واجه خلال حياته العديد من المصاعب التي أثرت عليه . فقد سعى ليصبح رجل اعمال ويدخل عالم المال والبورصة ولكنه لم يوفق في ذلك ولم يلق النجاح الذي لاقاه في عالم الميكانيك، مما ألحق به خسائر مالية فادحة وتراكمت عليه الديون وأصبح في أزمة سببت له الكثير من المشاكل والقلق .
وفي 29 أيلول/سبتمبر 1913م. توجه ديزل إلى انجلترا على متن الباخرة درسدن عبر القنال الانجليزي ، في طريقه الى لندن لحضور افتتاح مصنع” كاريلز” لمصنعي مكنة الديزل والمباحثة البحرية البريطانية بشأن استعمال محركه في الناقلات البحرية . غير انه لم يصل الى انجلترا أبدا. فبعد يومين من بداية الرحلة عثر بحارة من خفر السواحل على جثته طافية فوق الماء . وأصبح أختفاء ديزل لغزا دوليا , وقد حامت شبهات كثيرة حول موته . كما دارت اشاعات اخرى عن انتحاره بسبب افلاسه . ويعد رودولف ديزل من أعظم المخترعين قاطبة في مجال القوة , ولقد حظى بالتكريم في حياته في جميع بقاع العالم التي كانت تدور فيها آلته . وبخلاف معظم المخترعين لم يكن ديزل من الهواة غير المتزنين , فقد كان مهندسا مثقفا كرس حياته لإختراع محرك أولي يصبح منبعا أساسيا لقوة الحركة . ومهما يكن الأمر فقد كان أول غزو كبير حققته آلة ديزل هو غزوها البيئة الصناعية التي كانت مزدهرة في أوروبا , حيث كانت كمية الفحم قد قلت عن ذي قبل , وحققت الآلة الجديدة بعض الأهداف الإجتماعية التي من أجلها صمم ديزل آلته . ولكنه لم يكن ليستطيع أن يتكهن بأنها سوف تصبح القوة المختارة لمراكب الطوربيد الألمانية . ولم يبدأ اختراع مكنة الديزل في تحقيق إمكاناته التجارية إلا بعد الحرب العالمية الأولى , حيث ظهرت أول شاحنات تعمل بالديزل في عام 1920م. وعملت القطارات بالديزل عام 1930م. وبحلول عام 1939م. كان ربع حركة التجارة البحرية العالمية يغذيها الديزل . وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، أصبحت محركات الديزل أكثر قوة وأكثر كفاءة أدى إلى استخدامها بالسفن بقوة هائلة أكثر من أي وقت مضى .

المراجع :
مؤلفات هارلاند مانشستر

Loading

إعلان