الخجل قد تكون أسبابه جينية ، بحيث يرث المرء نصف صفاته على هذا الصعيد من الأهل ، بينما يتأثر النصف الثاني بالبيئة المحيطة. وحسب ما أشار اليه الدكتور جون كاسيوبو مدير مركز طب النفس الاجتماعي في جامعة شيكاجو الأمريكية ، إلى أن استمرار حاجة المرء للتواصل الاجتماعي مع الناس ، حتى وإن كان في وسط حشد كبير من الأشخاص ، ويقدّر بالتالي أن 60 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها يشعرون بالخجل ، ما يسبب لهم الكثير من الحزن والإحباط. وأوضح كاسيوبو أنه يرى الشعور بالخجل على أنه أمر يشبه الشعور بالجوع أو العطش ، بمعنى أنه قد يصيب الجميع ويدفعهم إلى محاولة إشباعه ، وباعتماد بيانات عائدة لثمانية آلاف شخص ، يقول كاسيوبو إن الأبحاث أثبتت بأن مستويات العزلة أو المشاركة الاجتماعية عائدة إلى أسباب جينية في 50 في المائة من الحالات ، غير أن الدراسة عجزت عن تحديد الرابطة السببية بين كل عنصر من العناصر الخاصة بميل الشخص إلى العزلة ، وبين الجينات المحددة. وترى الدراسة أن موقف الناس من الخجل قد تأثّر بمعطيات التطور الطبيعي للعرق البشري، حيث كان البقاء وحيداً في العصور الغابرة يهدد حياة البشر ويعرضهم لخطر الوقوع فريسة للحيوانات المتوحشة، أو يجردهم من مصادر الغذاء . وحث كاسيوبو الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة والخجل ويخشون الوحدة على الانخراط أكثر في النشاطات الاجتماعية ، على غرار العمل التطوعي أو مساعدة المحتاجين ، والحفاظ على نظرة تفاؤلية حيال المسار الذي ستتخذه حياتهم. وقد اكتشف علماء سويسريون ما يسمونه بهرمون الثقة "أوكسيتوسين" الذى قد يساعد الأشخاص الخجولين والمتهيبين من التفاعل البشري على التواصل مع الآخرين.