جميل بثينة

هو أبو عمر جميل بن عبد الرحمن بن معمر العذري , كبير شعراء العذريين وقيل له العذري نسبة الى قبيلته عذره , والتي كانت تسكن مابين الشام والمدينة . في بداية الدولة الأموية وكانت أسرة جميل , على جانب مرموق من الجاه والثروة ,وقد اشتهر جميل باسمه المنسوب إلى اسم حبيبته بثينة بنت حيان بن ثعلبة ، وكان هو غض الشباب وسيم الطالع , وكان جميل , كسائر أبناء البادية يسرح بأغنام قومه ويأتي بها مواضع الكلأ وأماكن الرعي , وقد لقي بثينـه في تلك المراتع في واد يقال له ” بغيض ” فكان ذلك اليوم فاتحة لذلك الحب القوي الذي أنشد فيه شعره وأفنى فيه حياته . وهي بثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية، من فتيات قومه .
وقد روى المؤرخون عن هذا الحب فقالوا : إن بثينه مرت بفصال لجميل فضربتها حتى أثخنتها فألمه ذلك فسبها , فأجابته بمثل سبابه , وحين خلا الى نفسه استرجع كلماتها فاستعذبها , فخفق قلبه لها وضل هكذا حتى تمكنه الحب وفي ذلك قوله:

وأول مـا قاد المـودة بينـنـا .. .. .. بوادي بغيض يا بثين, سباب
فقلنا لها قولا فجاءت بمثله .. .. .. لكل كلام يا بثـيـن جــواب

وقال جميل :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة .. .. .. بوادي القرى إني إذا لبعيد
وهل أرين جملا به وهي أيم .. .. .. وما رث من حبل الوصال حديد

وفيما قال من تعبيره عما في نفسه من هوى أفنى معه دهره
في غمرة انتظار بثينه دون جدوى .
علقت الهوى منها وليدا ولم يزل …… الى اليوم ينمي حبها ويزيد
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها ……. وأبليت فيها الدهر وهو جديد

وقيل أنه قال حين حضرته الوفاة :
صدع النعي ومـا كنى بجميــل .. .. .. وثوى بمصر ثواء غير قفول
ولقد أجر ا لذيل في وادي القرى .. .. .. نشوان بين مزارع ونخيل
قومي بثينـه فاندبي بعويــل .. .. .. وابكي خليلك دون كل خليل

ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وقالت:
وإن سلوي عن جميل لساعة .. .. .. من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا, يا جميل بن معمر .. .. ..إذا مت بأساء الحياة ولينها

وبجانب قصائده الغزلية تضمن شعره قصائد فخرية وهجائية ارتبطت بالغزل
ونتجت عنه , توفي في مصر سنة 82 هـ .

المصادر : دار الكتب العلميه , الأغاني لأبي فرج الأصفهاني

Loading

2 تعليقات

  • Yasien

    لقد قرأت هذه المشاركة ، وهي بالفعل مثيرة للاهتمام . ربما يمكنك كتابة المزيد من المقالات التالية التي تشير إلى هذه المقالة . أريد أن أقرأ المزيد عن ذلك . شكرا لك .. 😎

  • وتروى الروايات أن أهل بثينة شكوا جميلا إلى الخليفة فأهدر دمه، واستدعى بثينة ليسألها فكان بينهما مزاح ! ويسمع جميل بأمر إهدار دمه، فيفر إلى اليمن ويلبث بها فترة، ثم يعود ليجد أن أهل بثينة قد رحلوا إلى الشام. ولا يثنيه ذلك عن عزيمته، فيرحل وراءهم، وهناك يلتقي ببثينة عدة مرات، ثم يصيبه اليأس أخيراً فيشد رحاله إلى مصر، ويظل بها فترة يبكي حبه، وينشد الأشعار في الحنين إلى أيامه مع بثينة شوقه لها حتى يموت بمصر