مدينة الزهراء

قصر الزهراء

الزهراء مدينة أندلسية أثرية ، تقع في الضواحي الغربية من قرطبة بإسبانيا . بناها الخليفة الأموي في قرطبة (عبد الرحمن الناصر لدين الله الناصر) ما بين عام ( 936 و 940م. ) حوالي 325 هجرية . وكانت المدينة تشمل قاعات الاستقبال الاحتفالية والمساجد والمكاتب الإدارية والحكومية والحدائق وورش العمل والثكنات والمساكن والحمامات , وتوفير المياه من خلال القنوات المائية . وتشتهر المدينة بعمارتها وما استخدم فيها من الذهب والرخام وأبوابها المصنوعة من العاج والأبنوس . وقد بنيت لتكون مقرًا للخلافة الجديدة , ولتماثل قصور دمشق العاصمة الأموية القديمة . كما تتميز بحدائقها الغنّاء مجسمات لحيوانات وتماثيل غريبة مصنوعة من العنبر واللؤلؤ . ويحتل ذكر مدينة الزهراء ذكريات فخامتها الذاهبة في تاريخ الأندلس المعماري والفني. واستمر العمل في إكمال صروحها العظيمة ومرافقها الفخمة بقية عهد الناصر , ومعظم عهد ولده المستنصر زهاء أربعين عاما .
ومن أبرز معالم مدينة الزهراء “قصر الخليفة” الذي يقال : إنه كان في وسطه صهريج عظيم مملوء بالزئبق، وكان إذا وقعت عليه الشمس سطعت جوانبه بأضواء ساحرة مبهرة . تم بناء القصر عام 940م. وتم الانتهاء من بناء المسجد في عام 941م. وتم تشغيل القناة المائية الرومانية التي تعود للقرن الأول من جبال سيرا سيرا مورينا إلى قرطبة , وهي واحدة من النظم الرئيسية لسلاسل الجبال في اسبانيا . ووصف القصر المؤرخ التلمساني في كتاب نفح الطيب بقوله: “لما بنى الناصر قصر الزهراء المتناهي في الجلالة والفخامة أطبق الناس على أنه لم يبن مثله في الإسلام البتة. فكان فيه السطح الممرد المشرف على الروضة المباهي بمجلس الذهب ما بين مرمر مسنون وذهب موضون وعمد كأنما أفرغت في القوالب ونقوش كالرياض وبرك عظيمة محكمة الصنعة وحياض وتماثيل عجيبة الأشخاص لا تهتدي الأوهام إلى سبيل استقصاء التعبير عنها”. كما وصف المؤرخ ابن خلكان مدينة الزهراء، بقوله: “والزهراء من عجائب أبنية الدنيا، أنشأها أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقب الناصر أحد ملوك بني أمية بالأندلس، بالقرب من قرطبة، في أول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومسافة ما بينهما أربعة أميال وثلثا ميل، وطول الزهراء من الشرق إلى الغرب ألفان وسبعمائة ذراع، وعرضها من القبلة إلى الجنوب ألف وخمسمائة ذراع، وعدد السواري التي فيها أربعة آلاف سارية وثلثمائة سارية، وعدد أبوابها يزيد على خمسة عشر ألف باب.
وازدهرت مدينة الزهراء لنحو 80 عاماً، ثم هجرها أهلها من جند قرطبة خلال فتنة، فحرب اهلية، فدمار. واثناء 200 عام تلت اندثرت الزهراء في بطن الجبل تحت الرمال، وعندما احتل القشتاليون قرطبة عام 631 هجرية كانت ذكرى واسم الزهراء قد ضاعت وبقيت كذلك حتى ترجم كتاب نفح الطيب الى اللغة الانجليزية قبل حوالي قرن ونصف فقط، فعرف الباحثون اسمها وموقعها واوصافها. ازيل التراب عن اطرافها وواصلت الانتظار حتى سخر الله لها السوق الاوربية المشتركة التي مولت اعادة ترميمها الجاري للان على اثر دخول اسبانيا للسوق الاوروبية. ومدينة الزهراء، التي لم يبق منها سوى أطلالها، آثارها مقسمة لمجموعات أبرزها قصر الخليفة والمقام الخاص ، ثم مساكن الحاشية والحرس . وهناك متحف الزهراء يمكنك المرور به والذي تم افتتاحه في أكتوبر 2009م. حيث يمكن معرفة المزيد من المعلومات عن تاريخ المدينة ، وكذلك مشاهدة أهم القطع الأثرية التي عُثِرَ عليها أثناء عمليات التنقيب . والمتحف يتكون من ثلاثة طوابق ، ويتضمن الكثير من التحف والنوادر المكتشفة ، كما يعرض مواد وثائقية بالصوت والصورة عن المدينة.

المراجع :
en.wikipedia
sabq.org/UwAgde
rawicordoba.com

Loading