نشأة النفط

نشأ النفط أو البترول (Petroleum) خلال العصور الجيولوجية القديمة من خليط معقد من الفحوم الهدروجينية والصخور المصدرية (source rocks) وهو الوقود الأحفوري . ويسمى الوقود الأحفوري لأنه تم تشكيله من بقايا النباتات البحرية الصغيرة والحيوانات التي ماتت منذ ملايين السنين . نتيجة تحول المواد العضوية فيها والغنية بالهيدروجين والكربون العضوي إلى نفط تحت تأثير أرتفاع درجات الحرارة الناتج عن عمليات الدفن المتواصل للطبقات الصخرية. وهو يوجد في الطبقة العليا من القشرة الأرضية . ويعتقد أغلب العلماء أن البترول قد تشكل من مواد عضوية حيوانية (بقايا الحيوانات البحرية) ونباتية (الإشنيات البحرية) دفنت تحت الأرض وبقيت تحت تأثير الحرارة والضغط بمعزل عن الهواء ملايين السنين فتحولت تدريجيا وببطء إلى زيوت بترولية . وقد أشتق اسم البترول من كلمتين لاتنييتين قديمتين “petra” وتعني الصخر و “oleum” وتعني الزيت أي (زيت الصخر) والنفظ سائل طبيعى يسمى أيضا الزيت الخام “Crude oil” لونه أسود يميل للبني الغامق سريع الاشتعال , بعد استخراجه من باطن الأرض يتم إعادة تكريره إلى أنواع مختلفة من الوقود . كما أن البترول يكون في الأرض في أشكال سائلة أو غازية أو صلبة , لكن غالبا ما يقتصر المصطلح على شكل السائل . ويتكون النفط من خليط من الهيدروكربونات ، وخاصة من سلسلة الألكانات الثمينة كيميائيا ، والمركبات العضوية الأخرى . ويختلف النفط في مظهره وتركيبه ونقاوته بشدة بحسب مكان استخراجه . ويتم فصل مكونات النفط باستخدام تقنية تسمى التقطير التجزيئي (Fractional distillation) أي فصل خليط السائل إلى أجزاء تختلف في نقطة الغليان عن طريق التقطير . وعلى الرغم من أن النفط يتكون أساسا من مركبات عنصرين فقط ، الكربون والهيدروجين ، وتشكل هذه العناصر مجموعة كبيرة ومتنوعة من الهياكل الجزيئية المعقدة . وبغض النظر عن الاختلافات الفيزيائية أو الكيميائية ، فإن جميع النفط الخام تقريبايتراوح بين 82 و 87 في المائة من الكربون بالوزن و 12 إلى 15 في المائة من الهيدروجين. وتتراوح القار أكثر لزوجة , عموما من 80 إلى 85 في المئة الكربون ومن 8 إلى 11 في المئة الهيدروجين .
وقد استخدم البترول بشكل أو بآخر منذ العصور القديمة ، ووفقا للمؤرخ اليوناني “ديودوروس سيكولوس” ، فأن الأسفلت قد إستخدم في بناء جدران وأبراج بابل قبل أكثر من 4000 سنة. وكان هناك حفر النفط بالقرب من ارديكا بالقرب من بابل . كما استخدم النفط السومريين القدماء ، الآشوريين ، والمصريون القدماء والفينيقيون في طلاء السفن ، وبعد عدة قرون ، اكتشف المستكشفون الإسبان تيارات النفط في كوبا والمكسيك وبوليفيا وبيرو الحالية , وفي أمريكا الشمالية كانت كميات النفط وفيرة وأشار إليها المستكشفون في وقت مبكر في ما يعرف الآن الآن بنيويورك وبنسلفانيا، حيث وجد الهنود الحمر يستخدمون النفط للأغراض الطبية . وبحلول منتصف القرن التاسع عشر كان الكيروسين أو زيت الفحم المشتتق من الفحم شائعا في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا . ومنذ بداية الثورة الصناعية زاد الطلب باستمرار على البحث عن مصدر أرخص وأكثر ملاءمة لمواد التشحيم ووقود النفط للإضائة . وكان النفط السائل مصدر طاقة يمكن نقله بسهولة أكبر . وكان النفط أيضا أكثر تركيزا ومرونة بشكل الوقود من أي شيء كان متاحا سابقا . وقام الأمريكي الكولونيل “إدوين دريك” بحفر اول بئر نفط , وتم إكمال البئر في آب / أغسطس 1859م. غرب ولاية بنسلفانيا . حيث كانت البداية الأولى لإرساء الأساس لصناعة النفط وإقامة العصر الصناعي الحديث المرتبط ارتباطا وثيقا بالنفط .
وفي غضون فترة زمنية قصيرة ، كانت تجري معالجة النفط غير المكلف من الخزانات الجوفية في مصافي النفط القائمة بالفعل ، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر. تم اكتشاف حقول نفطية جديدية في 14 ولاية من نيويورك إلى كاليفورنيا ومن وايومنغ إلى تكساس . وخلال الفترة نفسها عثر على حقول نفطية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا . في بداية القرن العشرين , كانت الثورة الصناعية قد تقدمت إلى حد أن استخدام النفط المكرر للمصابيح لم يعد ذا أهمية أساسية , وأصبحت صناعة النفط المورد الرئيسي للطاقة إلى حد كبير بسبب ظهور السيارات . وخلال القرن العشرين أصبح النفط ذا أهمية كبرى كمصدر للطاقة العالمي لم يسبق له مثيل .

المراجع :
britannica.com/science/
petroleum
en.wikipedia
nationalgeographic.org/
encyclopedia