الغابات الإستوائية

غابات

الغابات الإستوائية (Tropical rainforest) تقع تلك الغابات في مناطق المناخ الاستوائي المطير الذي لا يوجد فيه موسم جاف ، حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار 60 مم على الأقل . وعادة ما توجد الغابات الإستوائية المطيرة الحقيقية بين 10 درجات شمال وجنوب خط الاستواء . وهي مجموعة من باطن الغابات المدارية الإحيائية التي تكون تقريبا في مناطق خطوط العرض 28 درجة ( في المنطقة الاستوائية بين مدار السرطان و مدار الجدي ). وفي إطار التصنيف البيولوجي لصندوق الحياة البرية العالمي ، الغابات الاستوائية المطيرة هي نوع من الغابات الاستوائية الرطبة التي تشمل أيضا الغابات الموسمية الاستوائية الأكثر اتساعا . ويمكن وصف الغابات المطيرة الاستوائية في كلمتين : الساخنة والرطبة. متوسط درجات الحرارة الشهري في حدود 22 درجة مئوية. خلال جميع أشهر السنة. ونادرًا ماترتفع درجة الحرارة في الغابة المطيرة إلى ما فوق 35°م أو تنخفض إلى ما دون 20°م. ومتوسط هطول الأمطار السنوي لا يقل عن 1،680 مم. وتظهر الغابات المطيرة المدارية مستويات عالية من التنوع البيولوجي. حوالي 40% إلى 75% من جميع الأنواع الحيوية هي الأصلية في الغابات المطيرة . والغابات المطيرة هي موطنا لنصف الحيوانات الحية والنباتات على كوكب الأرض. ويقدر بنحو ثلثي جميع النباتات المزهرة في الغابات المطيرة.
هناك صيف دائم في الغابات المختلطة الواقعة بين المدار الإستوائي والخط الإستوائي والمطلب الأساسي للغابات الإستوائية هو المطر إذ بدونه تصبح الأدغال صحراء. وهطول الأمطار في أرجاء العالم يتوقف على موقعها الجغرافي ففي أكثر مناطق أميركا الوسطى والجنوبية وأفريقيا الغربية ومناطق المحيط الهاديء تهطل كميات من الأمطار تفوق 130 مليمترا في السنة ، وهذا يكفي للأشجار الإستوائية الضخمة وهذه الأشجار تكون مظلمة رطبة في أسفلها ومضاءة بنور الشمس والهواء على علو 50 مترا والحد الذي تقف عنده الأشجار الإستوائية في علوها هو قدرتها على الوقوف خصوصا وأن بعض أنواع الأشجار لها جذوع طبيعية قوية تمكنها من الوقوف والنمو علوا وأخرى مثل العرائش تعتمد على غيرها وفي الغابات الإستوائية الكثيفة تستطيع الأشجار الفائقة العلو الحصول على أكبر كمية من نور الشمس وبالتالي تنمو لأن نور الشمس يصل إليها. صحيح أن الأشجار متساقطة الأوراق ولكنها لا تخسر أوراقها بوقت واحد وهناك أشجار مزهرة وأخرى مورقة ومثمرة بينما تستريح أشجار أخرى وتخسر أوراقها والنمو تحت الأشجار ضعيف مع أنه قد يبدو قويا لأن النباتات تحتاج إلى أوراق عريضة كي تستطيع الحصول على الكمية القصوى من نور الشمس والنباتات الصغيرة في الغابات الإستوائية جميعها من النباتات الهوائية ( أي نباتات تعيش على غيرها ) فتنمو على الأشجار الأخرى مرسلة جذورها في الدبال المجتمع في جذور الأشجار العملاقة.
جميع حيوانات الغابة تقريبا تستطيع تسلق الشجر ضفادع الشجر والحيات والسعادين والسناجب وقنفذ الشجر والطيور طبعا كلنوع يحتل مكانه بين طبقات الأشجار حتى البعوض الذي يولد في برك الماء المتجمع يعيش على إرتفاعات مختلفة بعض منه في أعالي الشجرة والآخر على النباتات الطفيلية على مستوى أدنى فالحياة في الغابة على طبقات كأن المكان مجموعة شقق سكنية . والجليد الذي غطى أرجاء الأرض في آخر عصر جليدي لم يصل غلى المناطق الإستوائية لذلك فإن الحيوانات والنباتات لم تخضع لأحكام الجليد التي أنقصت أنواع الكائنات الحية في الشمال والجنوب فالحياة تغيرة قليلا جدا في الأماكن الحارة الرطبة ونشأت علاقات مدهشة بين بعض الأنواع المختلفة . فالدب الكسلان الذي يقضي وقته مدلى من الأشجار وبطنه إلى فوق لا يستطيع المشي على الأرض وفراؤه أخضر بسبب طحالب تعيش بين شعره وتوجد حشرات خاصة تتبع الدب الكسلان لانها تقتات بهذه الطحالب.
وتتشابه كل الغابات الاستوائية المطيرة، لكن كل واحدة من الثلاث الكبرى ـ الآسيوية، والأمريكية، والإفريقية ـ تتميز بوجود مجموعة مختلفة من أنواع الحيوانات والنباتات. فمثلاً تحتوي كل غابة مطيرة على العديد من أنواع القردة، لكنها مختلفة عن تلك الأنواع الموجودة في الغابتين المطيرتين الأخريين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مناطق مختلفة من نفس الغابة قد تحتوي على أنواع مختلفة من القرود. فالعديد من الأشجار التي تنمو في منطقة الأمازون المطيرة، على سبيل المثال، لا تنمو في منخفضات تلك المنطقة. لتوضيح أشكال الغابات المطيرة،
لم يقطن الناس الغابات المطيرة على مر السنين إلا القليل ويقوم معظم هؤلاء بإخلاء مناطق صغيرة ليزرعوا مكانها المحاصيل حيث يقومون بقطع الأشجار وحرقها وزراعة البذور بين الرماد . لكن بعد سنوات قليلة لاتعطي الطبقة الرفيعة من التربة محصولاً جيدًا. حينئذ ينتقل المزارعون إلى مكان آخر وتبدأ هذه العملية من جديد. يمكن لهذا النوع من الزراعة المسماة زراعة القطع والحرق دعم حياة عدد قليل فقط من السكان. ولايمارس بعض سكان الغابات المطيرة حرفة الزراعة. فالأقزام في الغاباتالمطيرة في وسط إفريقيا، على سبيل المثال، يعيشون على صيد الحيوانات البرية وجمع النباتات البرية والتجارة مع القبائل الزراعية. واليوم، يهدد النمو السريع لسكان العالم وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية معظم الغابات الاستوائية المطيرة. فقد قام الناس بتدمير مساحات كبيرة منها عن طريق قطع الأشجار لإنشاء المزارع والمدن . وتسببت أعمال التعدين الضخمة وتربية الماشية ومشروعات إنتاج الخشب أيضًا في حدوث أضرار كثيرة. ويقدر العلماء أنه يتم تدمير نحو 5,5 إلى 22 مليون هكتار من الغابات الاستوائية المطيرة سنويًا. كما أنهم يخشون أن تؤدي الزيادة في تدمير الغابات إلى القضاء على السكان المحليين ومئات الآلاف من أنواع النباتات والحيوانات
ومن أنواع الغابات الاستوائية : الغابة الاستوائية المطيرة دائمة الخضرة (Lowland equatorial evergreen rainforests) وتقع في الأراضي المنخفضة هي الغابات التي تتلقى أمطارا عالية (أكثر من 2000 مم، أو 80 بوصة، سنويا) على مدار السنة. تكون هذه الغابات المطيرة الحقيقية في الحزام ( 10 ° شمال و جنوب ) خط الاستواء. وأكبر تلك المناطق تكون في حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية ، وحوض الكونغو في وسط أفريقيا ، بورنيو ، ميندانا بالفلبين ، اندونيسيا ، وغينيا الجديدة
الغابات الإستوائية الموسمية (Moist tropical seasonal forest) وتتعرض الغابات الموسمية المدارية الرطبة لمعدل هطول أمطار مرتفع مع موسم رطب صيف حار وبارد جاف في فصل الشتاء. وبعض الأشجار في هذه الغابات تسقط بعض أو كل من أوراقها خلال فصل الشتاء الجاف ، وبالتالي فإنها تسمى أحيانا “الغابات الاستوائية المختلطة” وهي موجودة في أجزاء من أمريكا الجنوبية ، وفي أمريكا الوسطى وحول منطقة البحر الكاريبي ، وفي غرب أفريقيا الساحلية ، وأجزاء من شبه القارة الهندية ، وفي أنحاء كثيرة من الهند الصينية .

Loading

تعليق واحد

  • sfier_017

    خلص باحثون أمريكيون استناداً إلى صور أقمار اصطناعية وحصر الغابات حول العالم وحسابات إلكترونية إلى أن هناك أكثر من ثلاثة تريليونات شجرة تنمو على كوكب الأرض . وذكر الباحثون في دورية “نيتشر” أن هذا العدد يزيد بمقدار ثماني مرات عن العدد المعتقد من قبل. وفي المقابل، أوضح الباحثون أنه منذ بدايات نشأة الحضارة الإنسانية تراجع عدد الأشجار في الأرض بمقدار النصف تقريباً. وتمثل تقديرات أعداد الأشجار في العالم أهمية بالنسبة لدراسات تغير المناخ ودورة الكربون.