نشأة وتطور التلفزيون
التلفزيون (Television) هو وسيلة إتصال سلكية ولاسلكية تستخدم لنقل الصور المتحركة سواء آحادية اللون (أسود وأبيض) أو بالألوان المتعددة , مع مايرافقها من أصوات . ويعتبر التلفزيون من أكثر وسائل الاتصال أهمية وتأثيرا نظرا لما يتمتع به من خصائص ومميزات يتفوق بها عن غيره من وسائل الاتصال الأخرى . وكانت فكرة نقل الصورة المتحركة إلى المنازل عبر جهاز استقبال منزلي بشكل شبيه بإرسال الصوت والموسيقى عبر جهاز الراديو محل اهتمام عدد من العلماء في كل من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى وفي العقد الثالث من القرن العشرين . بدأ اختراع التلفزيون كجهاز كبير ومعقد ، وتحول إلى صندوق غريب الشكل بشاشة “فضية” الألوان وأخذ هذا الصندوق بالتقلص في العرض والتمدد في الطول والارتفاع . ومع هذا التغيير في الشكل ، بدأت شاشته ببث ألوان الطيف كلها، ومع مرور الزمن ، باتت هذه الألوان عالية الدقة وثلاثية الأبعاد . وبرز الدور الكبير لجهاز التلفزيون في تغيّر مفهوم البشرية عن الترفيه ، وسرعة تلقي المعلومات ، والأخبار بالصوت والصورة، وهمزة الوصل التي ربطت العالم ببعضه ببعض .وأول نموذج للتلفزيون كان في عام 1926م. حيث بدأت قصة هذا الجهاز في مختبر العالم الاسكتلندي المختص بهندسة الكهرباء “جون لوغي بيرد” الذي عمل هو وفريقه على إنجاح تجربة نقل صور متحركة للدمى في يده , وأعتبرت تلك التجربة على نطاق واسع هي الظاهرة التلفزيونية الأولى . في عام 1927م. أحال بيرد إشارة بث على بعد (705 كم) من خط الهاتف بين لندن و غلاسكو . وفي عام 1928م. بثت شركة بيرد/ للسينما والتلفزيون (Baird Television Developmen) أول إشارة تلفزيونية عبر الأطلسي بين لندن ونيويورك . وكانت هيئة الإذاعة البريطانية وشركتا سي بي إس والإذاعة القومية بالولايات المتحدة هي الرائدة في تجارب البث التلفزيوني . وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية أول خدمة تلفزيونية عامة عام 1936م. وذلك بالبث من قصر ألكسندرا في لندن. وتعد المملكة المتحدة من أوائل الدول الأوروبية التي تمكنت من توفير بث تلفزيوني حكومي مستمر . وكانت خدمة البث التلفزيوني أحد الإنجازات العلمية الكبيرة التي افتخر بها الألمان خلال دورة الألعاب الأولمبية العالمية التي أقيمت في برلين في عام 1936م،إذ كانت الصور التلفزيونية تنقل من الملاعب الرياضية إلى صالات السينما وقاعات المشاهدة الجماعية في النوادي والفنادق لتشاهدها الجماهير . وأول قناة تلفزيونية عربية بدأ بثها من بغداد في العام 1954م.
وبدأ إرسال البث التلفزيوني الملون في العالم عام 1954م. في الولايات المتحدة الأمريكية . ومن المعروف بأن نظام الألوان (NTSC) لا يصحح تبدد الألوان بين المرسل والمستقبل تلقائيا ، ففي عام 1963م. قام العالم الألماني بروخ من شركة تليفونكن (W. Bruch) بإختراع نظام “بال” (Phase Alternation Line) أي ( تناوب السطور بالطور )، كما قام الفرنسيون باختراع نظام “سيكام” (Sequentielle a memoire) ، أي تتابع وقتي مع التخزين ، أو إرسال معلوما اللون بالتتابع مع استعمال الذاكرة ، وكلا النظامين يعتبر تعديلا لأخطاء الألوان في نظام NTSC الأمريكي . وأصل الأسم تلفزيون ( television) مكون من كلمتين (tèle) مشتقة من اليونانية القديمة τῆλε وتعني بعيد , وكلمة (visio) من اللآتينية وتعني مشهد .
فلاديمير كوسما زوريكين (Vladimir K. Zworykin) مخترع أمريكي روسي الأصل (1888 – 1982) يعتبر رائد في تكنولوجيا التلفزيون وهو من اخترع نظام الأرسال والأستقبال التلفزيوني الذي يستخدم أنابيب أشعة الكاثود .وقد لعب دوراً في التطوير العملي للتلفزيون منذ أوائل الثلاثينات من القرن العشرين .
أظهرت الأبحاث أن آلاف الأشخاص من مواليد الخمسينيات وما قبل ، والذين قضوا فترات من طفولتهم وشبابهم وهم يشاهدون قنوات التلفاز بالأبيض والأسود ، ما زالو يحلمون بالأبيض والأسود حتى يومنا الحالي . بينما الغالبية الساحقة من الأشخاص الذين ولدوا في الثمانينيات والسنوات التي تليها يحلمون بالألوان ، غالبية الأحلام بين العامين 1915 و 1950 كانت بالأبيض والأسود. ويشاهد الشخص البالغ من العمر 65 سنة معدل مليوني إعلان تلفزيوني في حياته.