جزر سليمان

جزر سليمان

جزر سليمان (Solomon Islands) دولة ذات سيادة تقع في جنوب المحيط الهادي شمال شرقي أستراليا , تتألف من ست جزر رئيسية وأكثر من 900 من الجزر الصغيرة في “أوقيانوسيا” التي تقع إلى الشرق من بابوا غينيا الجديدة وشمال غرب فانواتو . وتغطي مجموع مساحتها 28,450 كم2. وعدد سكانها 561,231 نسمة حسب احصائات عام (2013) . واللغة الرسمية فيها هي اللغة الإنجليزية. مع وجود بعض اللغات المحلية .
عاصمة الجزر هي مدينة هونيارا “Honiara” حيث الحياة الحضرية الحديثة , مدينة تنمو بسرعة يسنها ما يقرب من 70،000 شخص . وتضم هذه المدينة ميناء بحري، وحدائق المعرض الفني والمتحف الوطني، بالإضافة لنادي اليخت وشرفة فندق سليمان كيتانو ميندانا الذي يتوافد عليهم العديد من الزوار.
تاريخيا قد سكنت الجزر لآلاف السنين من قبل شعوب الـ”Melanesia” والتي يعتقد أن تلك الشعوب القديمة قد وصلت إلى أجزاء من جزر سليمان في وقت مبكر قبل الميلاد من خلال جنوب شرق آسيا. وفي عام 1568م. زارها الملاح الإسباني (ألفارو دي نيرا) وفي عام 1885م. أعلنت ألمانيا الجزر الشمالية محمية تابعة لها وشملت جزر تشويسيول، سانتا إيزابيل ،وشورتلاند و جزر جافا، ولكن في عام 1900م. أعلن البريطانيون الحماية على بعض الجزر الأخرى في الرد على ضم الألمان للجزر الشمالية . وبحلول عام 1893م. وافقت ألمانيا على التخلي عن مصالحها لبريطانيا , وتم نقل هذه الجزر إلى محمية جزر سليمان البريطانية. وأصبحت جزر سليمان تماما في ظل الحكم البريطاني . ما عدا جزيرة “بوغانفيل” والتي هي أكبر جزر سليمان وبقيت تحت الإدارة الألمانية حتى الحرب العالمية الأولى عندما سقطت الجزيرة كتابعة لأستراليا ، وبعد الحرب أصبحت رسميا ولاية استرالية تحت انتداب عصبة الأمم . وخلال الحرب العالمية الثانية ، وفي حملة جزر سليمان (1942-1945م.) شهدت معارك ضارية بين الولايات المتحدة و الإمبراطورية اليابانية ، كما هو الحال في معركة وادي القنال . وكان للحرب العالمية الثانية وتداعياتها تأثير كبير على الجزر وشعبها . وبعد ذلك اندلعت حرب قبلية في صراع مسلح بالجزر ، مما دفع أستراليا ونيوزيلندا وغيرها من الدول المجاورة لجزر المحيط الهادئ للتدخل والتفاوض من أجل السلام والأمن وعلى أثره نالت جزر سليمان الحكم الذاتي في عام 1975. وفي العام 1976م. حصلت على الاستقلال وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة . وقد اعتمدت جزر سليمان أيضا النظام الملكي الدستوري. والحاكم العام ممثلا لملكة بريطانيا , ورئيس الوزراء يرأس الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
يغلب على السكان في جزر سليمان طابع الودية والتنوع الثقافي , فثقافاتهم وتقاليدهم هي السمة الهامة من سمات هذا الأرخبيل في المحيط الهادئ. وهناك العديد من الاختلافات الثقافية التقليديه مثل الـ”kastom” وهذا يتوقف بشكل خاص على القرابة والعشيرة والعلاقات بين الناس . والغالبية العظمى من سكان جزر سليمان ما زالوا يعيشون في القرى الريفية , وفي الغالب يعتمدون في تسيير أمورهم على “اقتصاد الكفاف” ومفهوم المال هو حديث نسبيا في ثقافة شعب جزر سليمان , لذا فالمقايضة وأشكال بديلة أخرى من العملة لا تزال تمارس . وتعتمد مهنهم إلى حد كبير على الصيد والقنص وزراعة المحاصيل والعمل في الغابات . فضلا عن الحرف اليدوية والمجوهرات وغيرها من البنود . ومعظم مساكنهم مشيدة من الأخشاب المحلية .. والغذاء النموذجي لسكان تلك الجزر يشمل الأسماك، الدجاج، لحم الخنزير، جوز الهند، والبطاطا الحلوة والقلقاس . وسوق الغذاء الرئيسي في البلاد هو السوق المركزي في هونيارا العاصمة . والذي تجلب اليه من الجزر النائية مجموعة كبيرة من الأسماك والفواكه والخضروات الطازجة .
السياحة في جزر سليمان هي قطاع مهم جدا للاقتصاد ولايزال صغير ولكنه متزايد. وتعد جزر سليمان من أشهر الجزر فى العالم التى يقصدها الناس للهدوء والاستجمام . فزيارة القرى في الجزر الخارجية تعد خطوة الى الوراء وتجربة للحياة هناك لما كانت عليه قبل مائة عام. فالهدوء فقط هو سيد المكان والموقف , لا إزعاج سيارة أو معدات , فلا كهرباء ولا إنترنت ، وأمدادت المياه تجري طبيعيا ، ولامحال تجارية صاخبة ، والقليل من الطرق التي لا تعرف الضجيج باستثناء صوت الأمواج! .
ومناخ جزر سليمان مناخ استوائي رطب على مدار السنة، مع درجة حرارة متوسطة مقدارها 27 °مئوية (80 °فهرينهايت). وتكون الفترة من يونيو إلى أغسطس هي الأبرد. وتهب الرياح الشمالية الغربية من نوفمبر إلى أبريل حيث تجلب المطر الغزير المتكرر . ويبدأ هبوب الأعاصير في بحر الكورال ومنطقة جزر سليمان ولكنها تأتي في اتجاه فانواتو وكاليدونيا الجديدة أو إلى الساحل الأسترالي .

Loading