منزل صديق للبيئة

يونجين (كوريا الجنوبية) (رويترز) أخيرا أصبح منزل المستقبل حقيقة واقعة . انه المنزل الذي لا يحتاج لاي مصدر خارجي من مصادر الطاقة ويمكنه العمل بصورة مستقلة بعيدا عن هذه المصادر. كما انه لايحتاج للطاقة الناتجة عن الوقود الحفري ولا يولد بالتالي أي انبعاثات لغاز ثاني اكسيد الكربون . وفيما يستعد قادة العالم لعقد قمة في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول في محاولة للتوصل الى اتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو المبرم عام 1997 حول مكافحة اثار تغير المناخ يتم بذل المزيد من الجهود لانتاج طاقة منخفضة الكربون. وفي الايام القليلة الماضية عرضت شركة سامسونج للهندسة والانشاءات منزلا أطلقت عليه “الغد الاخضر” صمم لتوليد الطاقة الخاصة به.
وتقول الشركة انه تم استخدام 68 وسيلة تكنولوجية صديقة للبيئة في المنزل. وقال تشو وو كي نائب رئيس فريق ابحاث الطاقة المستدامة في شركة سامسونج للهندسة والانشاءات “المنزل يمكنه تقليص استهلاك الطاقة الى 56 في المئة من خلال (التصميم السلبي) الذي يجعل المنزل نفسه يستهلك طاقة اقل. وبقية الطاقة المطلوبة سيتم الحصول عليها من خلال نظم كهربائية ضوئية والطاقة الجوفية الحرارية وطاقة الرياح لتنتج 44 في المئة من الطاقة المطلوبة”. وجعلت المواد التكنولوجية المتقدمة مثل الجدران العازلة ونظم التدفئة المثبتة في الارضية المبنى يتسم بكفاءة عالية من ناحية الطاقة. ويمكنه ايضا ان يحافظ على الطاقة بامتصاص ضوء الشمس وحرارتها أثناء النهار. اما نظام الكهرباء الضوئية الذي يولد 21 ميجاوات/ساعة سنويا فهو واحد من مصادر الطاقة الرئيسية في المنزل. وتعمل الخلايا الشمية المثبتة على النوافذ كحماية من ضوء الشمس وايضا وسيلة لتوليد الكهرباء حيث تولد الطاقة حتى في الايام الغائمة وأثناء الليل باستخدام ضوء صناعي.
هناك ايضا مولد طاقة من الرياح ونظام للطاقة الشمسية.ويمكن لسكان المنزل متابعة الطاقة المولدة والمستخدمة من خلال نظام يعمل بالكمبيوتر يسمى نظام ادارة الطاقة. ويمكن لنظام ادارة الطاقة ايضا ان يتعرف على الاجهزة المنزلية. وعندما لا يكون أحد الاجهزة في المنزل على سبيل المثال مستخدما يقوم نظام ادارة الطاقة بقطع الطاقة عنه تلقائيا. وقال تشو “صمم المنزل بحيث يعرض كل المعلومات المرتبطة بالطاقة مثل قدر الطاقة المولدة او المستخدمة وانبعاثات ثاني اكسيد الكربون وكم الطاقة المستخدمة المتراكم من تلك المولدة ذاتيا”. غير ان مثل تلك المنازل ليست رخيصة الثمن .. اذ يتكلف بناء منزل “الغد الاخضر” ضعف تكلفة المنازل العادية مما يعني ضرورة الموازنة بين خدمة البيئة وتكلفة المبنى.
وقال تشو انه رغم ذلك سيكون هناك توفيرا على المدى البعيد لان مثل هذا المنزل لن يكون بحاجة الى تكلفة وقود او كهرباء.
وقال تشو “اذا افترضنا ان دورة الحياة للعيش في المنزل هي من 30 الى 40 عاما فان ساكنيه سيحققون ربحا خلال 20 أو 30 عاما”.
وتتوقع سامسونج ان يتم تسويق طرق التصميم التكنولوجية المستديمة التي عرضتها بحلول عام 2015. ومع تطور اسواق التكنولوجيا الصديقة للبيئة من المتوقع ان الا تزيد تكلفة مثل هذا المنزل الذي لا يحتاج للطاقة الخارجية عن تكلفة المنازل العادية الا بنسبة عشرة في المئة. كما تدعم حكومة كوريا الجنوبية مثل تلك الانشاءات ايضا. وتأمل الحكومة سن قوانين تلزم شركات البناء بألا تبني سوى تلك المنازل الصديقة للبيئة فقط بحلول عام 2025.