من شعر بشار بن برد

بشار بن برد أبن برجوخ من طخرستان ( 96 هـ – 168 هـ ) وُلدَ في البصرةِ ضريراً “كفيف البصر” نظم الشعر وهو صغير وكان منذ صغره محبا للهجاء , ثلاث جوانب أسهمت في بناء شخصيته , عماه , فقر عائلته وولاؤه القولي . ويعتبر بشار بن برد من تلك الشخصيات التي تنافس الباحثون على الغوص في أعماقها للتعرف على مكامنها . وقد أستطاع بشار بن برد أن يشكل مدرسة خاصة به يكون زعيما له وهي مدرسة الهجاء بجانب مدرسة الأنس والمرح لأبي نواس ومدرسة الزهد لأبي العتاهية . وقد أجاد بشار في الوزن بين شعر الغزل والمدح والهجاء . توفي بشار سنة ثمانية وستين ومائه عن عمر تجاوز السبعين ويقال أنه مات مقتولا .

ومن قصائده الغزلية :
الأذن تعشـق قبل العين أحيانا
يا قوم إذني لبعض الحي عاشقـة …… والأذن تعشـق قبل العين أحيانا
قالوا: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لهم ….. الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
هـل من دواء لمشغــوف بجاريـة …… يلقي بلقيانها روحـا وريحانـا

ومن أقواله بالغزل هذا البيت :
إذا نضرت أصبت عليك صبابة … وكادت قلوب العاشقين تطير

وفي الهجاء قال يهجو حماد عجرد :
يا ابا الفضل لاتنم …. وقع الذئب في الغنم
إن حماد عجرد …. إن راى غفلة هجم
بين فخديه حربة …. في غلاف من الأدم
إن خلا البيت ساقه … مجمع الميم بالقلم

وحول الصداقة والصديق , وما يجب أن يجري بينهما من تعايش وتفاهم
يقول بشار :
إذا كنت في كل الأمور معاتبا … صديقك لم تلق الذي تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فأنه …. مقارف ذنب مرة ومجانبة
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى … ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

ومما قاله في المشورة وهي في غاية الحكمة :
إذا بلغ الرأي المشورة فا ستعن … براي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ….. فإن الخوافي قوة للقوادم
وما خير كف أمسك الغل أختها …… وما خير سيف لم يؤيد بقائم
وخل الهوينا للضعيف ولاتكن …. نؤؤما فإن الحزم ليس بنائم
وحارب إذا لم تعط إلا ظلامة … شبا الحرب خير من قبول المظالم

Loading

تعليق واحد

  • Tourist

    ويقول بشار بن برد :
    يامن يذكرني بعهد أحبتي … طاب الحديث بذكرهم ويطيب
    أعد الحديث علي من جنباته … إن الحديث عن الحبيب حبيب
    ملأ الضلوع وفاض عن جنباته … قلب إذا ذكر الحبيب يذوب
    مازال يخفق ضاربا بجناحه … يا ليت شعري هل تطير قلوب