إعلان

لي دي فورست مكتشف الأوديون

لي دي فورست

لي دي فورست (Lee de Forest (1873 – 1961 , مهندس كهرباء امريكي , يعد أحد أهم المخترعين في القرن العشرين بعد توماس إديسون . ويعتبر رائدا في تطوير لتسجيل الصوت على الأفلام المستخدمة للصور المتحركة . له عدة براءات اختراع رئيسية ، من أهمها أختراع الآوديون (Audion) عام 1906م. ونجح لي دي فورست في تركيب جهاز إبراق لاسلكيل للبحرية الأمريكية . وقضى آخر 30 سنة من عمره في استوديوهات هوليود حيث حاز جائزة الأوسكار .

الآوديون (Audion) هو عبارة عن أنبوب فراغ يقوم على التضخيم الإلكتروني “electronic amplifying” أخترعه لي دي فورست (Lee De Forest) في عام 1906. وهو أول صمام ثلاثي Triode يتألف من ثلاثة أقطاب داخل مظروف الزجاج . وكان الآوديون أول جهاز يعمل على تكبير الصوت إليكترونيا كاشف موجات الراديو . وكان الأوديون البدائي يحوي بداخله كمية صغيرة من الغاز في الأنبوب . والأوديون هو أول جهاز كهربائي أستخدم على نطاق واسع لتضخيم الصوت منذ العام 1912م. من قبل العديد من الباحثين . حيث استخدم في عمليات التضخيم البدائية في أجهزة الراديو و المؤشرات الإلكترونية .

قضية لي دي فورست القضائية 1913م. واتهامه بالاحتيال على ريجنالد فيسندن بسبب نسبة الصمام السائل لتثبيت التيار إليه , لكن المحكمة بعد ثلاث جلسات بانتهاك براءة الاختراع وردت الاختراع لفيسندن. كما اقامت عليه المحكمة قضية بدعوى تلاعبه بأسعار اسهم شركته مع شريكيه.
في الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1913م , وفي إحدى المحاكم الاتحادية بنيويورك تهكم ممثل الاتهام على مخترع شاب هزيل رث الثياب , وهو يواجهه بتهمة النصب والاحتيال التي اقتيد من أجلها الى المحكمة مع فئة من زملائه . عرض ممثل الاتهام على المحكم انتفاخا زجاجيا صغيرا خفيف الوزن تبرز من سطحه بعض الأسلاك وهو يحمله على يده برفق . وبلهجة يشوبها الاحتقار والتسفيه شرح للمحكمة كيف أن المتهم لي دي فورست قد وقع بإمضائه قرارات غريبة متعمدة التضليل مضمونها أنه بواسطة هذا الجهاز سوف ينتقل الصوت الإنساني يوما ما عبر المحيط الأطلنطي . وبفضل هذه الإدعاءات المضحكة , أقنع بعض المستثمرين السذج بدفع أنصبة مالية تتراوح قيمتها من عشر الى عشرين دولاراً ثمنا لأسهم في شركة فورست وحث ممثل الاتهام المحكمة أن توقع باسم شعب الولايات المتحدة على هذا الرجل وشركائه العقاب الشديد الذي يستحقونه عن جدارة حسب قانون عقوبات أتلانتا . واقتيد اثنان من زملاء فورست إلى السجن , أما هو فقد أطلق القاضي سراحه . بعد محاضرة قاسية نصحه فيها بأن يتخلى عن التظاهر كونه مخترعا , ويحاول العثورعلى وضيفة عادية ويضل متمسكا بها .
لم يكن ذلك الانتفاخ الزجاجي العديم القيمة والذي أوشك أن يزج بدي فورست إلى السجن إلا أنبوبة” الأوديون ” التي قيمت من ذلك الحين بأنها أعظم اختراع في القرن العشرين , وأحد الأجهزة القليلة المبتكرة حقيقة التي أنتجها عقل الإنسان فلقد كانت أساس الصناعة الإلكترونية بأسرها , وأدت الوجود مضخم الصوت , والمكالمات التلفونية عبر المحيطات , ونقل صورة الأخبار بالأسلاك والراديو , كما أوجدت السينما الناطقة والرادار وأجهزة إلكترونية عديدة أخرى توفر الآن ملايين الدولارات للصناعة كل عام , وتتصدر أنبوبة ” الأوديون “جميع قوائم اختراعات الإنسان التي أعادت بناء العالم .من المؤكد أن الانتفاخ الرقيق قد بدأ عديم الأهمية , وليس بمستغرب أن يجهل العامة طريقة تشغيله , وحتى دي فورست – وهو الرجل المعتد بعبقريته – لم يكن يقدر عظمة اختراعه حق قدرها . ولكنه تنبأ بأن الأنبوبة سوف تتحكم في القوة الكهربائية برقة ودقة وسرعة مذهله . فبواسطة النظام العجيب للأسلاك والألواح المكدسة بداخل الانتفاخ سوف تتبين الهمس الضعيف للأمواج الهوائية , وتمكن القوة المحلية من تكبيره الى صراخ يسمع في جميع أنحاء العالم .
لم يمر عامان على اليوم الذي ترك فيه المخترع غير المهندم قاعة المحكمة حتى كانت أنبوبة الأوديون قد أدت العمل الذي زعم صاحبها أنها أهل له , فقد حملت صوت الإنسان عبر المحيط الأطلنطي . وفي الوقت نفسه أفتتح بمساعدتها اول خط تلفوني منتظم بين نيويورك وسان فرانسسكو . إذ وضعت على أبعاد معينة على طول الخط الذي يربط بين الساحلين لتلتقط الإشارة الصوتية الذابلة كما يفعل العداء الذي يسلم العصا الى بديله حتى تصل إلى نهاية الشوط على بعد ثلاثة آلاف ميل . وصلة أنبوبة الأوديون إلى هدفها المرجو منها , ولما يدرك أحد حقيقة أمرها أو أن له بصيص خافت للدور العظيم الذي قدر لها أن تؤديه , اللهم إلا فئة قليلة من الفنيين , فلم تكن بقادرة على الإعلان عن نفسها , إذ لم يكن لها صوت ولا حركة وكانت مختفية بعيدة عن أعين الجمهور .

المراجع :
– مؤلفات هارلاند منشستر
– fr.wikipedia
– .leedeforest.org

Loading

إعلان

تعليق واحد