أم عامر هي أنثى الضبع ( أالضبعة ) يقال : أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم ( أم عامر ) وهي الضبع فطردوها فاتبعوها حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي .. فقال : ما شأنكم؟ .. قالوا : صيدنا !. وطريدتنا. قال لهم : كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي ( لأنها استجارت به ). فرجعوا وتركوه , فقام إلى لقحة فحلبها وقرب إليها ذلك ، وقرب إليها ماء فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الأعرابي ؛ نائم في جوف بيته ، إذ وثبت عليه , فبقرت بطنه , وشربت دمه , وأكلت حشوته, وتركته . فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال : صاحبتي والله ؛ وأخذ سيفه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول :
ومن يصنع المعروف فى غير أهله .. يلاقى الذى لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقربه .. لها محض ألبان اللقاح الدرائر
وأسمنها حتى اذا ما تكاملت .. فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوى المعروف هذا جزاء من.. بدا يصنع المعروف فى غير شاكر